facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فِعلٌ لا عقلاني: 55% من الأردنيين يُقدمون على الموت البطئ


08-04-2008 03:00 AM

عمون - مي ملكاوي
لا أعرف من أين أبدأ، فالقلب فيه بؤس وألم وقهر شديد..
حسنا سأبدأ كيفما اتفق، فقد صرت أمقتُ ذلك الشعور كلما ركبت تكسي أو باص أو دخلت غرفة في مكان عام لأشتم رغماً عني "رائحة الدخان".
لم أستطع في يوم أن أبرّر فعل التدخين لأي شخص في أي مكان أو زمان، فأنا لا أقتنع أن الناس تدخن بسبب الأوضاع والظروف والهموم الصعبة، ولا أستطع أن أتفهم كيف يستنشق أحد ما رائحة "مقرفة" وينفثها مرة أخرى من فمه ليلوث الهواء النقي، سواء عن طريق السيجارة أو عن طريق الأرجيلة.

ولا أدرك أبداً لماذا يصرّ المدخنون على نعت تلك العادة المقيتة بالـ "ممتعة"، ولا أفهم كيف يمكنهم أن يتّخذوها حجّة لتبرير ضعفهم في الحياة أو غضبهم أو فشلهم في أمر ما، لتكون النتيجة قتل للنفس ببطء وللآخرين دون وعي، ومضايقة دائمة بالروائح المُنتنة الملتصقة التصاقاً بأجسادهم وبـ أفواههم مهما حاولوا تنظيفها.

في اليوم العالمي للسرطان الذي صادف الرابع من شباط، زُرت مركز الحسين للسرطان لحضور المؤتمر السنوي، وقد كان هذا العام تحت شعار "أحبّ طفولتي بلا تدخين"، وخرجت فرحة بإنجازهم بإعلان المركز منطقة خالية من التدخين، بالرغم من الحزن الذي خلفته رؤيتي لكثير من مرضى السرطان الذين داهمهم المرض على غفلة وخاصة الأطفال الصغار منهم، إضافة الى تصادف وفاة إبن عمّ لي قبل أيام من زيارتي تلك بداء سرطان الرئة بعد مقاومة مريرة مع المرض لمدة لم تتجاوز ستة أشهر منذ اكتشافه، عانى فيها وصبر (رحمه الله وصبّر أهله)، فكان حزني مضاعفاً وغضبي أكبر من الوصف.

وهنا وددْتُ أن أتحدث حول أمر مهم، وهو ضرورة تحويل الأماكن العامة والحكومية مثل المستشفيات والجامعات والمؤسسات المختلفة الى أماكن خالية من التدخين، والإصرار على هذا التوجه والاستمرار بنشره.

وقد سمعت أنه تم تخصيص غرفة للتدخين في مركز الحسين لكنها ألغيت بسبب التهافت غير الطبيعي عليها وتكاثف روائح الدخان بصورة غير صحية.
وأريد أن أسجل سعادتي الغامرة بهذا، فأنا من مناصري إبعاد التدخين عن أي مكان يتواجد فيه الناس وخاصة في البيوت، فكيف بالمستشفيات والأماكن المفترض أن تكون صحية.

التجربة الأوروبية التي منعت التدخين بشكل قاطع في كل الأماكن حتى في المقاهي والمطاعم، ربما يصعب تعميمها لدينا، فأخاف أن تقوم قائمة الأردنيين المدخنين على هكذا قرار، فهم منذ أن منعته وزارة الصحة في الأماكن العامة والمواصلات لم يلتزم أحد به إلاّ من رحم ربّي، والدليل في المواصلات العامة حيث لا خوف ولا التزام بالقرار.

لكن بتعميم القرار والسعي وراء التقيد به بحق وبالتدريج قد نصل إلى أماكن أخرى متعددة في وطننا ممنوع فيها التدخين لتقل نسبة الـ 95% من مصابي السرطان بسبب التدخين، ونسبة الـ 55% من الأردنيين المدخنين.

أخي المدخن و"المأرجل"، أختي المدخنة والـ "مأرجلة": هل تستحق لحظاتٌ من المتعة المزيفة حرمان النفس من لحظات أخرى حقيقية وسعيدة من العمر في كنف من تحبون، هل تستحق سيجارة تدفع ثمنها يومياً من تعب جبينك بدلاً من أن تحقق لأبنائك أحلاماً كثيرة مؤجلة بسبب "ادعاء قلّة الرزق" مثلاً أو "تعمد قلة الاهتمام أصلاً"، وهل تستحق تلك السيجارة أن تحرم أطفالك من نعمة الأبّ ونعمة الأم، ونعمة الصحة والهواء النظيف والعيش غير الملوث؟؟
.... تتوقُ نفسي لجواب شافٍ للغليل.

http://maimalkawi.maktoobblog.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :