خريس تعرض تجربتها الروائية بجامعة جدارا
22-12-2014 06:19 PM
عمون -(بترا)-عرضت الكاتبة سميحه خريس تجربتها الابداعية في ندوة نظمتها جامعة جدارا حول تجربة سميحة خريس الروائية. وتحدثت خريس في الندوة التي ادارها الدكتور عبد الرحيم مراشدة من قسم اللغة العربية بجامعة جدارا مبينة انها ابتدأت من شمال الأردن في رواية شجرة الفهود، لتقفز إلى الجنوب حيث الصحراءفي رواية القرمية لتتوسط بعد ذلك المكانين لتكون عمان مسرح أحداث رواية دفاتر الطوفان .
وارجعت ذلك الى ولعها بالكشف عن خفايا الأرض البكر التي لم تعالج في الرواية الأردنية، معتبرة أنها في الوقت ذاته تشكل روايات التفاصيل، وبأن الكتابة عن المكان ليست مقصودة بذاته، بقدر ما يصدف أن تتلاءم الأحداث معه.
وقالت في الندوة التي حضرها عميد الكلية الدكتور هيثم العزام وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ومديرو الدوائر، ان مجموع رواياتها تعنى بالتفاصيل التي تشكل الجزء المهم من تركيبة المكان والإنسان، وانها لا تستطيع أن تتعامل مع المكان الذي لا يعنى بالإنسان، لافتة الى أن الكاتب لا يستطيع أن يرسم العالم بروحه دون العناية بتفاصيله.
واضافت خريس ان مهمتها في كتابة الرواية هي لملمة ما تساقط غفلة من عباءة التاريخ، وأن تعيد للذاكرة جهد الإنسان، وتحميه من النسيان، لافتة الى أنها لا يعنيها أن تكون شديدة الإخلاص للواقعة التاريخية، وأنها ليست مؤرخاً مسؤولاً عن صدق الواقع، بل انها في مقام الرواية تخلص لتخيل يشق جسد الواقع، ويثريه، وقد يصير أكثر حقيقة منه، مشددة على أنها تتعامل مع الرواية كمغامرة للاكتشاف لا للتوثيق التاريخي.
وبينت ان مشوارها الابداعي بدا كما لو انه ممارسة هواية تدغدغ مشاعر الرضا والإحساس بالذات في بداياته، وانتهى إلى كونه مشروع حياة ووجود وتحقق، لا يحق لي الحديث عن نجاح أو فشل، لأن الأمر برسم تقديرات الآخرين، ولكني أمام نفسي لا أكاد أصل إلى الرضا أبداً، لعلي أصاب بالفرح أو الزهو مرات، ولكني سرعان ما انقلب على هذه المشاعر وتنفلت عيني باتجاه سراب جديد يخاتلني على درب طويل، هكذا أتجاوز أعمالي نصاً وراء نص، بحثاً عن نص لم أكتبه بعد، وفي يقيني أني عندما أترك الحياة، ستظل هناك غصة ما، حول نص ما، لم أكتبه بعد، ولن أكتبه أبداً.
وقدم القاص هشام مقدادي قراءة إبداعية لرواية بابنوس التي صدرت هذا العام. و اشار الدكتور المراشدة الى ان خريس سجّلت في أعمالها الروائية جوانب مهمة من حياة المجتمع العربي في الأردن خلال القرن العشرين، وقدّمت بيئة اجتماعية فردية وجماعية، أسريّة وعشائرية، غنيّة بأداء فني متمكّن ودقّة وعمق ومثابرة من خلال معرفة بالعادات والتقاليد