النخبة الاردنية واحاديث السياسة
22-12-2014 01:38 PM
في الاردن ما يزيد على سبعة ملايين ممن يحملون الرقم الوطني.. وما يربو على مليوني مقيم على الارض الاردنية لاسباب طوعية او قسرية.. معظم المقيمين من جنسيات سورية وعراقية ومصرية وليبية وسودانية زادت اقامة الكثيرين منهم على عامين ويتوقع ان تستمر لسنوات قادمة اطول.
في صفوف المهتمين بالشأن العام ما يزيد على 15 رئيس وزراء عاملين وسابقين.. وثلاثماية وزير بين عامل ومتقاعد وضعفهم من النواب والاعيان العاملين والذين عملوا وبضع مئات من الجنرالات المتقاعدين من القوات المسلحة والاجهزة الامنية ومئة من الصحفيين الذين يكتبون بالشأن العام (من بين 2000 صحفي ممارس)ومثلهم من مراسلي الصحافة العربية ووسائل الاعلام العربية والعالمية.. اضافة الى مئات المهتمين بالشأن العام من بين ما يزيد على عشرة آلاف اكاديمي ولدينا مجالس النقابات المهنية والعمالية وجسمها الفاعل الذي يقع في حدود المئات ممن يشغلون مقاعد الاعضاء والذين ينافسونهم.. ويطمحون في احتلال مقاعدهم... اضافة الى الاحزاب ومكاتبها الدائمة والفاعلين من اعضائها.. واعداد من رجال الاعمال والتجار واصحاب المصالح والشيوخ التقليديين والمصطنعين..
كما اظهرت التفاعلات الحديثة في مجتمعاتنا افواجا من المتعاونين مع السفارات والمنظمات الدولية والاجهزة الامنية فاقت اعدادهم كل تصور.
اليوم اصبح من الصعب ان تشارك في مناسبة دون ان تلحظ اعدادا من الشباب والصبايا الذين يشنفون اذانهم لمتابعة كل ما يدور.. غالبيتهم لا يهتمون بما يدور الا بالقدر الذي يساعدهم على اعداد تقاريرهم واعلام مرجعياتهم بالتفاصيل.
على الجانب الآخر تجري صناعة القرار الاردني في دوائر ضيقة جدا تجعل الكثيرين ممن هم معنيون بالقرارات من المشرعين والمنفذين يتنصلون من المسؤولية وينأون بانفسهم عن اي مسؤولية لا بل يبدون معارضة علنية او خفية لهذه القرارات وينتقدونها..
غالبية السكان لا يتحدثون بالشأن العام بصورته الكلية مع انهم يستجيبون للقرارات التي تمس دخولهم وتأثر على نوعية الحياة... لذا فقد اختار البعض ان ينعتهم بالاغلبية الصامتة او الهامسة..
فيما يخص النخب الذين يشغلون الفضاء العام والخاص بضجيجهم فان الغالبية العظمى لا تحمل رؤى سياسية.. ولا رغبة في الاصلاح والتغيير.. فالكثير منهم يصدرون اصواتاً في الخفاء يتنصلون منها في العلن... وآخرون يتحدثون بفكرة هنا وفكرة هناك.. ولا يحملون رؤى واضحة حول ما ينبغي ان تكون عليه الامور.. ويفتقرون الى المعرفة والمنهج والرغبة.. ما يجعل من حديثهم الموسمي في الاصلاح حديث عابر لا يهدف الى احداث تغيير في الواقع بمقدار ما يحاول لفت الانظار لاهمية مشاركتهم او اشراكهم من خلال ادوار تسهم في الحفاظ على الوضع الراهن اكثر من تغييره.
النخب الاردنية جماعات من العاملين في خدمة الواقع وادامته ينتقدونه في الخفاء ويدافعون في العلن.. او اخرين ممن لا ادوار لهم يرغبون في الاطاحة بالفرق العاملة في محاولة لاستعجال رحيلها علهم يحلون مكانها.
لقد نجحت الدولة ومراكز قواها الفاعلة في اجهاض كل محاولات التنظيم للقوى التي يمكن ان تكون اصلاحية بالاحتواء تارة والشيطنة تارة.. او بادخال افراد ومجموعات الى التنظيمات لتحويل اهتمامها وتجريدها من القدرة على الفعل.
ما نسمعه اليوم على ألسنة البعض ممن يوصفون بالنخب الفكرية والسياسية ضجيج ومناورات لا تأثير لها على الواقع.. فالكثير من الساسة تبنوا مواقف كنواب وحزبيين وصحفيين سرعان ما تخلوا عنها عندما حلوا في مواقع تؤهلهم للتأثير على القرار...
في الاردن على مستوى النخب وغيرها تسمع جعجعة وﻻ ترى طحنا.