مركز صحي عمان الشامل يا دولة الرئيس
سليم المعاني
20-12-2014 09:02 PM
اعتدنا أن نلعن أبو سنسفيل الحكومة ... أي حكومة
سواء شهدت أن لا اله إلا الله ... أو لم تشهد ...
ونجز رأسها من الوريد الى الوريد ان رفعت أسعار المشتقات النفطية
ونسلخ جلدها أيضا ... إن خفضت أسعارها ...
نهجم بلا هوادة ونحن نهتف // عليهم ... عليهم //
وان فاض بنا الكيل (وهو لم يفض منذ سنتين بالتمام والكمال) ... نخرج بمسيرة من المسجد الحسيني حتى الامانة وكفي الله المؤمنين القتال ...
هكذا اعتدنا ... وغفلنا عن اداء مؤسسات حكومية مفخرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
لا أنكر وجود (مؤسسات) تضم زوائد لا لزوم لها عاطلة وباطلة ولا تؤدي من عملها أي شيء ولدي الاثبات على ما أقول
هؤلاء يتم التغاضي عنهم لاسباب مجهولة !!
جلست في يوم من الايام مع احد المدراء العامين ... فسألته عن عدة موظفين لم يقدموا اي عمل على مدار سنوات ... فاعترف بذلك ... قلت له : ولماذا تبقيهم وهم عالة على دائرتك ...؟؟
فأجابني جوابا غريبا عجيبا قال : انه الامن الوظيفي !!
...................................................
في وسط العاصمة ... وبالقرب من دوار الداخلية مركز صحي عمان الشامل يفتخر به كل صاحب ضمير حي ومنصف ...
مركز يعمل بصمت وبتفان وبلا ضجيج
ويغطي بخدماته نحو 800 ألف ــ مليون مواطن في العاصمة عمان وهم سكان المدينة الرياضية وجبل الحسين ومخيم الحسين وعرجان وجبل القصور والشميساني وجبل القلعة والحدادة والنزهة والجبيهة والرابية وضاحية الحسين وشارع الاردن وشارع الاستقلال حتى المربط . واضافة الى ذلك ولموقعه الجغرافي يأتي المراجعون من خارج تلك المناطق اذ ان اي مواطن بامكانه استخراج (الكرت الابيض) ويتعالج بالمركز ... فالمواطن بمنطقة صويلح يعجز و يشعر بمشقة ن صعد عى صويلح ليراجع المركز الصحي هناك ... فيأخذ وسيلة نقل (كوستر) ويترجل عند وار الداخلية فيجد نفسه وجها لوجه امام المركز .. وهذا ينطبق على مواطني المناطق الاخرى كالهاشمي الشمالي والجنوبي وما وراء المربط أيضا .
عدد موظفي المركز (207) موظفين من بينهم 37 طبيبا ... ويتوفر فيه 16 اختصاصا مختلفا منها ثمانية اختصاصات للاسنان فقط .
يوم الاثنين الذي مضى لفت انتباهي ليافطة كتب عليها كلام يحث الناس لتطعيم ابنائهم مجانا ... وقلت الناس سواء كانوا أردنيين أو غير أردنيين ...
يا الله ... انه الاردن
رغم فقره وعوزه يفتح أبوابه للعرب ... ولمن هم على الارض الاردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم وطوائفهم
وهذا ما لا يحدث في أي قطر نفطوي أو غازي ...
نعم ... انه الاردن ... والاردن فقط دون غيره !!
ونعود للمركز الذي يديره منذ سنوات طبيب اداري محترف هو الدكتور صائب الخشمان ...
كنت اتردد كثيرا على المركز خلال سنوات خلت ... ومعظم زياراتي ويشهد الله للاستمتاع بما اشاهده من فن ادارة الدكتور صائب الذي يراجع مركزه يوميا ما بين ثلاثة الاف الى أربعة الاف مواطن
عشرات المراجعات ان لم نقل أكثر ... يتلقاها بصدره الرحب ... ولو قلنا فرضا أن 1% من مراجعي المركز يجأؤون اليه لاتضح كم مشكلة يتعم معها !!
يأتيه المريض أو المريضة أو المراجع وقد اشتط غضبا فيقابل الحالة بابتسامة وتهدئة لصاحب الحاجة الارعن فيمتص غضبه ويستمع اليه ويحل مشكلته بمنتهى السهولة ...
حالات عديدة تهدد وتتوعد بمراجعة وزير الصحة لتقديم شكوى على المركز ... فسرعان ما يهديء غضبهم الشيخ والقاضي العادل دكتور صائب الخشمان ... فيقول لمن يهدد ... لا تتعب نفسك بالذهاب للوزير ... تعال تكلم معه هاتفيا من عندي ... فينفس ثورة غضب هوجاء ... ثم يحل المشكلة !!
شاهدت سيدة خمسينية منهارة بكاء بعدما اكتشفت ان يدا خفيفة امتدت الى شنطتها اليدوية واختلست جزدانها بما فيه من مال هو كل حيلتها ... فهديء من روعها ... وأخرج من جيبه مبلغا من المال قائلا لها ... ادفعي ثمن وصفتك الطبية والباقي استعيني به في مواصلاتك ولكي لا يحرجها يتابع قوله .. لاحقا تعيدين لي المبلغ ... لا استطيع أن أفعل لك غير هذا ... اذهبي الى مركز امن الحسين وقدمي شكوى .. فتنصرف وقد اعاد لها ترابطها .
تأتيه امرأة من معارفه أو أقاربه ... تدفع تحت الطاولة هدية له ... فلا يلبث أن يأتي معاقا معه أطفاله ...فيقدم ما جاءه الى أطفال المعاق !! وحدثت أمامي ذك أكثر من مرة .
عندما يبصر رجلا وقد هده المرض يسارع اليه ليقدم له المساعدة شخصيا ويخفف عليه مشقة التنقل ...
ومرات عديدة يكون المريض لا يستطيع الترجل من العربة ... يذهب اليه او يرسل الطبيب اليه وتتم معالجته وصرف العلاج له !!
لا يمر يوم الا يخرج بيمنه ما لا تعلم شماله
حالة فريدة متميز ونادرة وناجحة ...
يجمع العلم والشيخة والحكمة وفن الادارة ..
هذا الطبيب الانسان سيحال الى التقاعد في شهر حزيران القادم لبلوغه السن القانونية !!
في قمة العطاء وأوجهه ... سيتقاعد !!
ندرك جميعا أن مسؤولين عدة وبارزين قد تجاوزا السبعين وأكثر وما زالوا على رأس عملهم بهمة ونشاط فلماذا لا يتم استثناء كل نشيط ونادر العطاء من حسبة التقاعد ؟؟
وهناك مسألة أخرى تقال في هذا المجال :
وزارة الصحة تعاني عجزا بينا في كادرها الطبي في وضعها الحالي ... وفي سجلات وزارة الصحة نحو 450 طبيبا مختصا تجاوزا الستين ... فمن سيحل محلهم ويعوض خبرتهم ...
لماذا لا يتم اتباع خطة الاحلال الوظيفي المتأني
والان وزارة الصحة على وشك افتتاح مستشفياتها الجديدة في كل من
الزرقاء ... وسيتم نقل الكادر القديم لمستفى الزرقاء ... والحديث بحاجة الى ضعف العدد !!
مستشفى الرويشد ... وبحاجة الى كادر متكامل ...
مستشفى السلط الحديث ... بحاجة الى كادر جديد
وفوق كل ما ذكر ... هناك نقص شديد في اختصاصات الاطباء بوزارة الصحة ...
بعد هذه الصورة المتكاملة ... أليس حري بوزارة الصحة أن تعمل على تمديد الخدمة حتى السبعين لكل من هو مؤهل للبقاء ... ومعالي وزير الصحة أدرى بفرسانه ...
وتحية اجلال واكبار لكافة كوادر مركز صحي عمان الشامل ولرئيسه الفذ الكبير الدكتور صائب الخشمان