ما الذي يستعد الاردن لعمله لتجنب الفشل؟
فهد الخيطان
13-03-2007 02:00 AM
خطة لدعم السلطة الفلسطينية وبيان متوقع خلال زيارة رايسعاد الملك عبدالله الثاني من واشنطن مسكونا بما يمكن فعله في الفترة القصيرة المتبقية لتحريك عملية السلام بعد الخطاب في الكونغرس.
وفي لقاء جلالته مع عدد من الشخصيات السياسية والكتاب الصحافيين امس كان السؤال الاساسي حول نقطة واحدة, ما الذي يستطيع ان يفعله الاردن والدول العربية »المعتدلة« قبل وبعد القمة العربية المقبلة في الرياض لمساعدة الفلسطينيين وتحريك عملية السلام وصولا الى اهدافها المعروفة.
بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل الاردن واطراف عربية اخرى على تجهيز خطة تنموية وامنية لتقوية الجانب الفلسطيني خلال الاشهر الستة المقبلة.
الهدف من الخطة تمتين الجبهة الفلسطينية لسحب الذرائع من اسرائيل التي تدعي عدم وجود شريك فلسطيني للسلام. نجاح خطة كهذه سيظهر للعالم اجمع ان اسرائيل هي المسؤولة عن فشل عملية السلام.
الملك عاد بانطباعات ايجابية من امريكا ويشعر بالارتياح ازاء نوايا الادارة في المرحلة المقبلة.
الرئيس الامريكي كان مهتما في اللقاء مع الملك بتجديد خطوات عملية تساعد في تحريك عملية السلام, للمرة الاولى كان يحمل بوش ورقة وقلماً وسأل جلالته »مع من تريد ان اتحدث لدعم عملية السلام?«...
نائب الرئيس ديك تشيني في العادة يسمع ولا يتكلم في اللقاء هذه المرة مع الملك دخل في حديث معمق حول عملية السلام وعاد بعد اللقاء واتصل هاتفيا بجلالته ليؤكد عليه ضرورة طلب اشياء محددة من الرئيس بوش تتعلق بالمفاوضات السلمية, وابدى استعداده لزيارة السعودية لدعم جهودها في المنطقة.
كما ينظر الاردن باهتمام كبير الى دور وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس باعتبارها اكثر المسؤولين الامريكيين حماسا لاستئناف عملية السلام.
في الكونغرس الوضع بدا ايجابيا ومريحا للغاية ورغم ان الملك لم يتطرق في خطابه الى مسألة العلاقات الثنائية بين البلدين الا ان تبني الخطاب لقضية السلام في المنطقة دفع بعضو بارز في الكونغرس وبدعم اعضاء اخرين الى الطلب من الرئيس الامريكي تقديم 100 مليون دولار مساعدة اضافية للاردن.
عربيا يعول الاردن على موقف دول الاعتدال رغم التباين في مواقفها تجاه ما يجري من تحركات في المنطقة فالحساسيات المفرطة بين بعض عواصم الاعتدال تحد احيانا من قوة الدفع المطلوبة في المستقبل.
ما يسعى اليه الاردن في المرحلة المقبلة هو الضغط على اسرائيل لقبول عباس شريكا في عملية المفاوضات وخلال زيارة رايس المقبلة الى المنطقة يصر الاردن على ضرورة صدور بيان واضح يؤكد على بدء المفاوضات بين الجانبين وصولا الى قيام دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف الصريح بمسؤولية عباس في قيادة المفاوضات من الجانب الفلسطيني.
مبادرة السلام العربية بصيغتها الحالية ليست مطروحة ابدا للتعديل كما يطالب اولمرت ما تحتاجه المبادرة من وجهة نظر الاردن هو مزيد من الشرح والتسويق في الاوساط الاسرائيلية والدولية.
من وجهة نظر الاردن ليس هناك وقت طويل امام عباس لحسم خياراته, شهران او ثلاثة وليس ستة شهور كما يعتقد بعض القادة في السلطة الفلسطينية.
الوضع الذي سينشأ بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة حركة حماس لا يعني التشاؤم من المستقبل, بالنسبة للاردن اسماعيل هنية هو رئيس حكومة وحدة وطنية و»يمكن التعامل معه« على هذا الاساس مع ان المآخذ الامنية بشأن نشاط حركة حماس على الساحة الاردنية ما زالت قائمة والجديد في هذا المجال هو سعي قيادة حماس في الخارج الى بناء تنظيم فلسطيني على الساحة الاردنية مستقل عن حركة الاخوان المسلمين. ورغم ذلك فالقنوات الامنية مع الحركة مفتوحة.
وفي الشأن الفلسطيني ينظر الاردن بقلق لهواجس بعض الاطراف الفلسطينية تجاه دور الاردن الحالي, الرد يأتي قاطعا بهذا الموضوع »هدفنا الوحيد هو قيام دولة فلسطينية مستقلة وعلى فتح وحماس ان يتأكدوا ان لا مؤامرة ضدهم من طرف الاردن«.
في المرحلة المقبلة سيواصل الاردن تحركه على كل الجبهات وبشكل خاص على الساحة الامريكية لانه من دون ضغط امريكي على اسرائيل لن تقدم الاخيرة على خطوات جدية فيما تبقى من وقت قصير.
بيد ان جميع عوامل التحريك قد تكون هي في نفس الوقت عناصر افشال فالسلطة الفلسطينية ضعيفة بنظر واشنطن واولمرت محطم ومعدوم الشعبية في اسرائيل وحساسيات العرب المعتدلين لا تنتهي والاهم ان واشنطن الغارقة في مستنقع العراق لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بالقضية الفلسطينية.
فماذا سيحصل بعد سنة من الان اذا ما تغلبت عناصر الفشل على عوامل النجاح?.