بات مما لا شك فيه انه لا يمكن اعتبار امكانية ابرام اتفاقية استيراد الغاز الاسرائيلي حدثاً مستقلاً عن ما يدور في المنطقة، حيث بدءات احداث حلقات الغاز المصري مع الاردن منذ الثورة التي اجبرت الرئيس المصري محمد حسني مبارك على التنحي وحتى يومنا هذا.

ما يجب أن ندركه أن اللعبة باتت أكبر من الجميع وكيف أن الاخوان المسلمون في مصر ابان حكمهم في مصر استعملوا الغاز كوسيلة للضغط على الاردن ومن أيدهم في ذلك !!!! وأن الولايات المتحدة التي كانت تربطها مع الاخوان المسلمون ومعنا علاقات متينة و قوية لم تتخذ أي خطوة بهذا الاتجاة، وما سبقها من المشكلات المتعلقة بتوريد الغاز الى الاردن أثناء حكم المجلس العسكري حتى ابان حكم الرئيسالمصري الحالي وما تشهده العلاقة مع الاخوان المصريين من قوة واحترام متبادل الا انها لم تكن كافية للاستمرار بضخ الغاز المصري الى الاردن وتجنيبنا خيار الغاز الاسرائيلي، ولكن لماذا لم تستطع قوة علاقاتنا الحالية مع المصريين إنقاذنا من الغاز الاسرائيلي؟

الغاز الاسرائيلي للاردن جزء من تصور غربي للمنطقة شأنها شأن الحرب المستمرة في سوريا والتي تتخذ الطابع الوطني بإمتياز، سواء النظام أو المعارضة هم سوريون، لا خاسر في هذه الحرب غير السورين وهو ما ينطوي بطبيعة الحال على العراق وليبيا وغيرها.

البعد الاعمق في هذه القضية، على الرغم من معاهدة السلام مع الجانب الاسرائيلي وانها منذ ما يقارب العقدين، الا ان العلاقة الشعبية لم تتجاوز الخطوط الضرورية والملحة، فما المطلوب إذن؟ وهل للأردن خصوصية في هذه القضيه كونه صاحب أكبر حدود مع إسرائيل أم لانه يحوي مكون كبير ذو اصول فلسطينية.
أعان الله الأردن شعباً وملكاً.