ان استطعنا تأسيس الطلاب في المرحلة الابتدائية تأسيسا قويا ,فانه يعتبر كأساس بناء قوي يمكن ان يبنى عليه برج شامخ يشق عنان السماء.
ان استطعنا ان نؤسس الطفل بطرق علمية لا مجال للارتجال بها فيكون البناء اللاحق أكثر يسرا وسهولة وأعم فائدة وأكثر فاعلية وانتاجا .
العملية التربوية الشاملة والمناهج الصحيحة ,ان اقيمت على أسس قوية فانها ستنجح في تحويل استراتيجيتها الى مشاريع ونتائج تحقق نجاحات وتعلي البنيان التربوي ليصبح بنيانا قويا يصمد امام كل الكوارث والهزات .
أما الاهتمام بالمدارس وما تحتويه من معلمين مدربين وأكفاء وينالون حقوقهم التي يستحقونها ,وما تحتويه ايضا من مختبرات وملاعب وغيرها ,فهو امر ضروري لأعداد الطالب في المراحل الاولى ليكون مؤسسا تأسيسا صحيحا وقويا , ليصبح الطالب متميزا في أفكاره وسلوكياته ويتعامل مع معطيات عصره .
أما المناهج الصحيحة فانها تخرج عند العقلاء شعوبا متقدمة مهمة مبدعة ومنتجة .
لهذا اذا لم نهتم بالاساس ,كأن نقول بعد ان تم بناء عمارة عالية ان ثمة خطأ في الاساسات,فترى التصدعات والتشققات في البناء كلما ارتفع البنيان .
أيضا فان المثقف العربي يجب ان يكون أساسه متينا مسلحا بالعلم والثقافة والمعرفة .
أما الفلاسفة الاوروبيون فاننا نجد عددا كبيرا منهم منذ عصر النهضة ,قد جمعوا العلوم الى الفكر والفلسفة ,وهؤلاء اخذوا هذا النهج عن الحضارة العربية الاسلامية وهذه اخذت بعضها عن اليونان والرومان وقدماء المصريين وحضارة ما بين النهرين دجلة والفرات ,واستمرالفلاسفة بوضع المناهج والدراسات على اسس قوية ,لتستمر وتعلو.
فما بالنا لا نؤسس ولا نعمل كما فعل السابقون واسسوا وابدعوا, وناخذ ما وصلوا اليه ونطوره ونبدع به ليتلاءم مع اوقاتنا وعصرنا؟
في الوقت الحاضر أصبح العالم وكأنه غرفة صغيرة ,ان اضأتها رأيت وجهك كما هو وان اطفأت انوارها تاهت الصورة بين عينيك ولم تر غير السواد الدامس .
لقد تعلمنا منذ صغرنا من ابائنا وامهاتنا القيم والعادات العربية الاصيلة في أسمى معانيها الخلاقة ,وحثونا ايضا على التفاؤل ( تفاءلوا بالخير تجدوه )
وفي امثال كثيرة ربونا على القيم والسلوكيات القويمة , وكيفية التعامل مع المفاهيم الاجتماعية وقيمها النبيلة .
قيل ان هرقل عظيم الروم جمع كبار قادته ومستشاريه في مجلسه ووبخهم بعد هزيمتهم امام المسلمين وسألهم:
أليس الذين تقاتلوهم بشر مثلكم؟
قالوا :بلى
فقال انتم أكثر منهم عددا وعدة ام همو؟
قالوا: نحن أكثر
قال: فما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم؟
قال القائد العسكري المتقاعد :لقد هزموا بسبب ضعف تحصيناتهم وعشوائية خططهم واضطراب صفوفهم,ولو انهم استشاروه لما حدث ما حدث.
أخذ كبير المحللين السياسيين يركب جملا سياسية ليخرج برأي يدهش الحاضرين ويقنع الامبراطور .
قال رجل الدين :لقد انهزم الجيش لأنه لم يأخذ مباركة الكنيسة قبل الذهاب للقاء العدو.
قال الطبيب ان حالة الاعياء التي كانت بادية على الجيش هي سبب الهزيمة .
قام شيخ منهم قائلا :ان سبب هزيمتنا وانتصارهم , هي انه اذا حملنا عليهم صبروا ولم يكذبوا , وهم اذا حملوا علينا صدقوا وكذبنا.
فسأل هرقل عن سبب جزعهم وكذبهم عند اللقاء وسبب صبر المسلمين وصدقهم؟
قال ان القوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل ويوفون بالعهد ولا يظلمون ويتناصفون , ونحن نركب الحرام وننقض العهد ونغصب ونظلم ونفسد في الارض .
لذا يجب ان نغرس في افئدة ابنائنا منذ الصغر هذه القيم الجميلة التي تنمي قدراتهم العقلية والوجدانية ,والتي تعينهم بالتالي على أخذ كافة العلوم,بمزيد من الجدية والشغف ,للوصول لمراحل النجاح المستقبلية .
قال شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
عندما يشعر الانسان بالتفاؤل فانه سيشعر في داخله بالراحة والرضا والاطمئنان , بعيدا عن الشعور بالتوتر والضيق , ويولد بنفسه طاقة ايجابية مع الاحساس بالثقة في القدرات والتخطيط السليم وتحديد الاهداف مع الارادة القوية , بحيث يدفع الانسان لبذل المزيد من العطاء وتقوية العزائم والهمم للوصول للنجاح والتفوق والنظرة الايجابية والامل المتجدد , بحيث يرتقي بمستوى الطموحات له ولمجتمعه التي تنصب في خدمة المجتمع ,ولذا علينا أن نبدأ لتهيئة واعتمادالاساس المتين .