لم يرفض نتنياهو، من روما، إنهاء احتلال فلسطين لأنها «أرض إسرائيل»، أو لأن «الله وعدهم بها»، فذلك لم يعد خطاباً سياسياً مقبولاً حتى لدى المتطرفين الأميركان أو الأوروبيين!.
نتنياهو يرفض إنهاء الاحتلال لأنه يريد أن يركب موجة الحرب على الإرهاب، فيقول: لا نريد أن نرى داعش في تل أبيب أو القدس!.. وكأن داعش كانت في يافا عام 1948، أو في القدس عام 1967!.
ونتنياهو أخيراً، يريد اقناع الرأي العام الأوروبي الذي يطالب بالاعتراف بدولة فلسطين، بأنه هو أيضاً يحارب الإرهاب، في حين أنه المستفيد من الإرهاب، ككل طغاة العرب، ويريد أن ينضم إلى التحالف الدولي.. والتحالف يعرف أن حكومة نتنياهو هي جزء من الإرهاب في الشرق الأوسط، والمستفيد من أغبياء التطرف العرب الذين يقدمون له المبررات لابقاء احتلاله لأرض فلسطين واستعباد شعبها.
وهناك سؤال لن يسأله الغبي الأميركي، او لا يسأله أبداً: ما الفرق بين داعش الذي يطرد المسيحيين والايزيديين والفيلة من الموصل لأنها «أرض الإسلام» وبين دولة إسرائيل التي تطرد الفلسطينيين، وتصادر أرضهم لأنها «أرض إسرائيل»؟!.
إن محاولات الإعلام الغربي المتصهين وصم الإسلام بما تقارفه مجموعات تدعي الإسلام، يجعلنا نعود إلى مرحلة الاستعمار الأوروبي، ورعايته للتطرف الديني باشكال مختلفة، لنفهم بروز هذه المجموعات على الساحة العربية، متوازية مع العدوان الغربي على العراق وليبيا واليمن وسوريا.. وقبل كل شيء على فلسطين فهذا العدوان العسكري البشع لا بُدّ له من سند داخلي يقتل, ويدمّر، ويرجم، ويجلد.. ويأخذ سبايا و»يطأ» الأطفال، ليجعل العرب يقبلون العدوان، ويطالبون به.. ألم نسمع عتب المعارضة السورية على أميركا لأنها لم تضرب نظام الأسد؟ وترحيب العراقيين بأميركا للخلاص من المالكي وميليشيات التقاتل المذهبي؟.
يدمرون بلادنا ويطلعون علينا وحوش مختبراتهم ليجعلوا من نار إبراهيم برداً وسلاماً!. فنتنياهو يستطيع في أوروبا «إقناع» الرأي العام بأن احتلال فلسطين ليس إلا لحماية اليهود المساكين في يافا والقدس من داعش!. فالخمسة ملايين فلسطيني رهائن دولة اليهود ورهائن الاحتلال هم داعشيون.. في حين أن نصف مليون مستوطن وستة ملايين إسرائيلي هم مجرد مهاجرين عادوا إلى «وطنهم» بعد ألفي عام من التشرد!.
نحن لا نعوّل الكثير على الجهد الدبلوماسي، في اقامة دولة فلسطين، لكنه جهد لا يضر.. فإذا فهم الفلسطينيون أهمية وحدتهم النضالية، وإذا فهم العرب كيف يساندون اخوتهم.. فإننا واصلون حتماً إلى الدولة! وإلى حرية فلسطين!.
(الرأي)