الإسرائيليون يلعبون بالقرب من لبنان
07-04-2008 03:00 AM
أخيراً قررت دولة الاحتلال الصهيوني لفت أنظار المنطقة بكاملها إلى مهرجان استعراض قوتها العسكرية على حدودها الشمالية وبالقرب تماماً من الحدود الجنوبية اللبنانية التي كانت قبل اقل من عامين ساحة حرب حقيقية فقدت إسرائيل على ترابها هيبتها العسكرية، قبل أن تفقد الكثير من ثقلها السياسي في داخلها نفسه.
المناورات العسكرية الإسرائيلية التي لجأت إسرائيل لتنفيذها حالياً لا تستهدف تحقيق مجرد تمرين عسكري فقط ، إذ لو أرادت ذلك لقامت بتنفيذه في أقصى الجنوب الفلسطيني وتحديدا في صحراء النقب ، الميدان العسكري الذي تنفذ إسرائيل فيه عادة مناوراتها التدريبية العسكرية.
ولهذا جاء اختيار المكان على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ليحمل دلالات سياسية وعسكرية واستراتيجية بعيدة الغور، تريد الماكينة العسكرية الاحتلالية منها توجيه رسائل للداخل الإسرائيلي أولاً يأتي في قمتها القفـز عن تحليلات فينوغراد في تقريره الشهير، كما تريد التأكيد للجبهة الإسرائيلية المفككة بان "جيش الدفاع الإسرائيلي" لا يزال يملك كل أدوات التهديد ، ويتقن المناورة العسكرية في أكثر الحدود العسكرية الإسرائيلية التهاباً وسخونة وخطرا.
هذه الأهداف حاضرة تماما في العقل السياسي والعسكري الإسرائيلي، وليس لأي مراقب التقليل من تلك الأهمية الاستراتيجية التي دفعت قيادة الأركان الإسرائيلية اختيار المكان الأكثر قربا من ساحة الحرب التي خسرت إسرائيل فيها هيبة رتبها العسكرية، وهيبة جنرالاتها في تموز 2006.
ما يجب النظر إليه بعين الحيطة هو مدى مطابقة تلك المناورات لمخططات استراتيجية إسرائيلية تبحث عن لحظة سياسية مناسبة لتكرار تجربة الدخول إلى الجنوب اللبناني لمعاودة احتلاله وبالتالي تهديد جنود حزب الله ودحرهم، وإبعادهم عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية الساخنة ، خدمة لأهداف سياسية إسرائيلية ولبنانية وأمريكية وربما عربية مشتركة تريد إلحاق هزيمة عسكرية ساحقة بحزب الله لإضعاف نفوذه العسكري والسياسي في لبنان، وربما إفقاد دمشق أخر أوراقها التي تلعب بها في الساحة اللبنانية ، كما أن إيران ليست بعيدة هي الأخرى عن هذه الأهداف.
ما يجب التأكيد عليه أن اختيار ساحة المناورات العسكرية الإسرائيلية بالقرب من خط التماس اللبناني الإسرائيلي لم يأت من فراغ، وان الأهداف السياسية الداخلية والخارجية هي التي دفعت جنرالات السياسة والعسكر في الكيان الإسرائيلي اختيار تلك الساحة لتكون مكانا لتمرينات عسكرية لجيش لم يفق بعد من هزيمته الثقيلة على ذات الساحة، وبالقرب منها.
ان المناورات الإسرائيلية ستفتح الأبواب أمام التساؤلات المشروعة والمفتوحة عن الدلالات الغامضة لتلك المناورات، وهي بالتأكيد دلالات قد تقودنا للتساؤل عن ماهية الخطوة المقبلة، ومضمونها ، وتوقيتها، وهل من الممكن ان تبقى تلك المناورات في حدود الترهيب ، واستعراض القوة فقط، أم أنها ستكون جولة تدريب مبرمجة لاختبار خطط عسكرية جديدة تطفل تغلغلا إسرائيلياً مريحا في الجنوب، لن يكون لـ "مارون الراس" أي دور في تعطيله، أو إفشاله..
مجرد أسئلة فقط ، لكن من المؤكد ان تلك المناورات يجب أن تؤخذ على مأخذ الجد ، لان الخطوة المقبلة لن تكون مجرد مناورات واستعراض قوة فقط..