تقوم الدول على مجموعة عناصر تشكل نقاط إرتكاز وقوة لثباتها وإستقرارها، وقد تكون هذه الأدوات جملة من الركائز الأمنية والعسكرية والتحالفات ومتانة الجبهة الداخلية ، وعلاقة المؤسسات بمواطنيها وابنائها.

أي إستهداف لهذه الدول في ثورة المعلومات والقرية الصغيرة وبتجارب حاضرة أمامنا، تبدأ المؤامرة للمفاصل الأساسية المعنوية قبل المادية، لأن العنصر المعنوي كان على الدوام هو المقوم للعناصر المادية .

وقد إنتهجت الدول المتأمرة ذكاء بإستخدام عناصر من الداخل تملك القدرة على إرتداء الأقنعة ووممارسة مهارات العلاقات العامة وإخفاء المشاعر والمواقف الحقيقية، وبذات الوقت حمل الأجندة بذكاء منقطع النظير، وهي مثل السوس للخشب تمارس النخر من الداخل وتتجنب الصدام أو تقديم الأفكار بشكل مباشر وإنما تمارس دور لف الأفكار بورق الهدايا اللامع والمغري ولنا في دول الجوار مثال واضح.

ويتلقاها المستهدف وهو يبتسم والشعور بالنشوة وهو لا يعلم أنها قنابل انشطارية سامة تستهدف قطاع بأكمله ،وهؤلاء أصحاب الأقنعة والمنتشرون بكثرة مهمتهم إفقاد الثقة بالدولة وبالمؤسسات وتمييع القيم بأشكالها المختلفة سواء أخلاقية الى وطنية الى الدينية منها، فسميت الأخلاق تخلف ورجعية وسميت الوطنية والولاء والحديث عن التاريخ الوطني تسحيج أعمى، وسمي الدين بالإرهاب فصنعوا داعش وغيرها الكثير .

ولكن بالمحصلة يتقاطع الإرهابي مع "السنايبر" ومع بعض الأدوار التي تمارسها بعض منظمات المجتمع المدني في الأهداف، والأخطر في هؤلاء من هم داخل المؤسسات أو على رأسها حينما يمارسون قطع رأس الوطن عن تاريخه وثوابته خصوصا لدى شبابه كما يمارس الداعشي قطع الرأس عن الجسد.

ونجاح هؤلاء بقدرتهم على تفتيت المجتمع عموديا وأفقيا وإثنيا وثلاثيا ورباعيا، وهم يبتسمون بأقنعتهم لشعورهم الغبي ببلاهة المواطن وسرعة إستجابتهم، ولكن قدرة المجتمع على مقاومتهم بالتوحد والقدرة على وضعهم في بوتقة واحدة والحفاظ على إيمانه بثوابت الوطن والإنتماء العروبي والإسلامي لانها هي المقوم الأساسي لثبات الأمم ، ونبشر هؤلاء من الداعشيين أو غيرهم من السنايبريين. بأن للبيت رباً يحميه وللأمة رب ينجيها وللوطن شعب يفديه وجيش وأمن يسهر على أمنه وقيادة ترعاه.