متحدثون يستذكرون تضحيات الهاشميين من أجل القدس
16-12-2014 01:36 PM
عمون - استذكر متحدثون في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء امس الإثنين، مواقف وتضحيات الهاشميين في سبيل فلسطين وتحديدا مدينة القدس وعمق تعلقهم بها، لاحتلالها مكانة كبيرة في وجدانهم وقلوبهم.
واكد المتحدثون ان القدس أخذت نصيبا كبيرا من اهتمامات الهاشميين، دفاعا ورعاية وإعمارا، بدءا من الشريف الحسين بن علي الذي أوصى ان يدفن فيها، مرورا بالملك عبد الله المؤسس الذي استشهد على عتبات المسجد الأقصى، ومواقف الملك طلال تجاه المدينة، والموقف المشرف للحسين بن طلال وهو في أيامه الأخيرة رغم مرضه الشديد حيث كان ينطق بفلسطين والقدس، الى أن توجت المواقف الهاشمية النبيلة والكريمة بما اختطه جلالة الملك عبد الله الثاني "باعتبار القدس طريقا للحرب او طريقا للسلام".
وقال الدكتور سعد أبو دية استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، ان كل حاكم في العالم يحاول ان يكون له شرعية سياسية او اقتصادية او انتخابية وكثير منهم يحاول ان يسوق له شرعية دينية.. أما الهاشميون فكانت لهم شرعية دينية حقيقية أكبر وأعمق من كل الشرعيات الأخرى، فكانت علاقتهم مع القدس وطيدة وممتدة منذ مسرى الرسول الأعظم اليها، وامتدت هذه العلاقة عبر العصور وحتى الثورة العربية الكبرى التي أكدت على الثوابت والمنطلقات التي ينطلق منها الهاشميون تجاه القضية الفلسطينية وتحديدا القدس.
وأضاف ابو دية ان الملك المؤسس عبد الله الأول واصل نهج التضحية باتخاذه قرارا شخصيا بدخول القدس بعد معارك وهجمات يهودية طوال ايام بعد استنجاد الفلسطينيين به رغم الاتفاقيات مع بريطانيا بالالتزام بقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، فوجه الجيش من خلف قيادة كلوب للتوجه الى القدس في قرار استراتيجي يهدد ملكه وحياته، فوضع وصيته وأوجد مجلس وصاية للقيام بشؤون المملكة في حال استشهاده لأنه تولى بنفسه قيادة الجيش بعد ان احتلت العصابات الصهيونية معظم المواقع خارج القدس عام 1948.
وواصل الملك المؤسس الضغط على كلوب الذي كان يعارض التدخل، فسمح ببعض المهام البسيطة للجيش، فأصدر الملك توجيهاته مباشرة الى عبد الله التل قائد السرية المستقلة السادسة التي تحركت الى القدس، وللكتيبة الرابعة بقيادة حابس المجالي التي تحركت في اليوم ذاته الى اللطرون، معطيا تعليماته بإنقاذ القدس وحمايتها من السقوط في أيدي العصابات اليهودية، فكانت الملحمة التي سطرتها الكتيبة الرابعة في القدس، بالإضافة لبطولات الكتيبة الثالثة.. وربما كان هذا السبب الرئيسي الذي أدى الى استشهاد الملك المؤسس على أعتاب المسجد الأقصى.
من جانبه قال الدكتور محمد يونس العبادي مدير المكتبة الوطنية، إن من المعروف ان الهاشميين تشرئب لهم الأعناق عند أي منعطف تاريخي منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا نتيجة الشرعية التاريخية والدينية التي يحظى بها آل البيت. وذكر بأن القدس كانت عقدة المفاوضات والمراسلات بين الشريف حسين الذي وضع ملكه في كفة والقدس في الكفة الأخرى، وبين مكماهون، فكانت القدس وفلسطين سبب فقدان الشريف الحسين لعرشه.
وأشار الى ان دولة الانتداب البريطاني منعت دخول الشريف حسين الى المسجد الأقصى خوفا من تأثيره الكبير على الجماهير التي كانت تسميه بالمنقذ الأعظم، لكنه زارها فيما بعد، وكانت وصيته ان يدفن فيها حيث احتضنه ثرى القدس عام 1931.
وفيما يتعلق باستشهاد الملك المؤسس قال العبادي، ان الملف الذي يحوي هذه الوثائق موجود في المكتبة الوطنية البريطانية، وكان يفترض الافراج عنه عام 2011، لكن تم اعتبار هذا الملف سريا مرة أخرى لثلاثين سنة قادمة، أي لتسعين سنة منذ تاريخ الاغتيال، ما يجعل معرفة الجهات التي خططت للاغتيال رهنا بفتح هذا الملف. وأضاف، إن الملك طلال واصل نهج أسلافه بالتواصل مع القدس رغم فترة حكمه القصيرة، فيما تثبت صور كثيرة أخرى تواصل الملك الراحل الحسين بن طلال الدائم والمستمر مع مدينة القدس كثير منها بمعية قادة وزعماء عرب ومسلمين، مشيرا الى الإعمار الثاني والثالث الذي كان في عهد الحسين، ومذكرا بقيام الحسين ببيع منزله لإكمال الإعمار الهاشمي الثالث في القدس. وأشار العبادي الى الرعاية الهاشمية المتواصلة للقدس في عهد الملك عبدالله الثاني عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات، والغضبة الأخيرة المشهودة للملك على الانتهاكات بحق المقدسات في القدس من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، ما أدى لانصياع سلطات الاحتلال للضغوط الأخيرة ورفع الحصار ووقف الانتهاكات بحق الأقصى والمصلين المسلمين.(بترا)