تقدم قناة ً إقرأ ً السعودية من بين ما تقدم برنامجا معمقا بعنوان ً الله في حياتي ً ، للشيخ ابراهيم ايوب ، يتناول فيه عظمة الخالق سبحانه وتعالى من خلال اسمائه الحسنى جل في علاه ، في مشهد روحاني إيماني معبر يجسد متعة تعلق ألانسان بربه عندما يكون يقينه خالصا بأن هذا الكون هو من صنعه سبحانه ، وأن كل ما فيه من حي وجماد هو ملك له وحده لا شريك له ، وأن غاية وجود ألانسان هي عبادة الله كي يحظى برضاه ورحمته وجنته عند قيامته التي لا بد منها في لحظة لا علم لاحد بموعدها سوى الله .
من وحي هذا البرنامج المعبر يملك الانسان ان يعلم ان الله هو خالقه ومشغله جسدا وعقلا وروحا ، فكل حركة وسكنة في كيانه هي بإرادة الله الذي خلقه وبث فيه الروح ووهبه السمع والبصر والاحساس والحركة والسكون ، واودع جسده اعضاء تعمل كي تستمر حياته ، وأراد له ان يوظف ما وهبه من نعم للخير لا للشر ، وللصلاح والرشاد لا التطرف او الشذوذ ، وابلغه بكتبه ورسله ان الدنيا دار أمتحان وإبتلاء إن إجتازها بنجاح ظفر بالجنة في حياة خلود ، وإن اخفق فالنار هي مصيره لا محاله ، وفتح له باب التوبة واسعا مهما كانت ذنوبه ومعاصيه عدا الشرك به سبحانه .
نقطة ضعفنا كبشر هو عجزنا عن تصور مدى عظمة الله تبارك وتعالى ، فلو حاول الانسان فقط تصور عظمة الكوكب الارضي الذي عليه نحيا وهو مجرد كوكب من آلاف الكواكب والنجوم المكتشفة حتى الآن ، ومعظمها تفوق كوكبنا عظمة وإتساعا ، ولو فكر الانسان قليلا بالمدى الذي لا بد عليه عظمة الخالق الذي اوجد هذا الكون وهو سبحان اكبر من كل شئ وليس كمثله شئ ، نعم لو سأل الانسان نفسه وعقله المحدود مهما توهم علمه وقدرته على التصور ، عن مدى تلك العظمة التي اوجدت هذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات ، لأعاد النظر مليا بكل تصرفاته ، ولتيقن من حقيقة انه مجرد مخلوق ضعيف خاضع لرقابة ربانية لا رقابة مثلها على مدى ساعات ولحظات حياته المحدودة بسنوات تقصر او تطول ، وان كل كلمة او سلوك او عمل أنما هو محسوب لا يخفى على الله منه شئ ، وان الكون كله تحت رقابة الله الخالق سبحانه .
نعم ، لو حاول الناس تصور تلك العظمة التي لا قدرة للعقل البشري على الإحاطة بها ، لما كان بينهم ضال او متكبر او كاذب او منافق او سارق او ظالم او فاعل شر مها كان نوعه ، ولعادوا جميعا يسألون الله الرحمة والغفران قبل فوات الأوان ، ولحاولوا الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه باقصى ما امكنهم ذلك ، ولأتبعوا الخطأ بالاستغفار ، ولكفوا عن التهافت على الدنيا على حساب الآخره ، ولعاشوا جميعا في سكينة وإطمئنان بلا نزاعات او حروب او شرور ، ولتعاونوا على البر والتقوى وإعمار الارض لا خرابها ، ولما كان بينهم شقي ولا محروم إلا وتنافسوا في عونه ، ولا مظلوم إلا ونصروه ، ولا تائه ضال إلا وأرشدوه ، ولآمنوا بالله الذي لا إله سواه حق الإيمان ، ولتيقن كل من يتوهم انه عظيم بيده ان ينفع ويضر ، ان الله جلت قدرته اكبر وأعظم من سائر مخلوقاته ، وان رحمته وسعت كل شئ ، وفي المقابل ان بطشه وعذابه شديد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأله تبارك وتعالى الرحمة والتوبة والغفران ، والحمد لله رب العالمين ، وهو من وراء القصد .