انفردت فضائية سي بي سي المصرية بتقديم وجبات متلاحقة من المقابلات مع الأستاذ محمد حسنين هيكل ، كل منها مكون من ثلاث مقابلات أسبوعية ممتدة تستغرق ساعتين وتجريها مقدمة البرامج المعروفة لميس الحديدي وتذاع أمسيات الجمعة.
الصورة العامة التي تريد هـذه المقابلات أن تطرحها هي أن هيكل ليس صحفياً مخضرماً فقط ، بل مفكر استراتيجي ومؤرخ ، ومن حقه أن يقيـّم جميع زعماء مصر المتعاقبين وينتقد أعمالهم ومواقفهم على اعتبار أنه مرجعية نهائية.
النظام الوحيد فوق النقد عند هيكل هو نظام عبد الناصر ، الذي كان هيكل مستشاره وصديقه وكاتب خطاباته ، وبالتالي فإن تقييم هيكل له مقياس واحد هو ثورة 1952 الناصرية.
في هذا المجال نلاحظ أن هيكل يطالب الرئيس السيسي بأن يقدم لمصر رؤية للمستقبل تكون مفهومة ومقبولة للشعب. وهو يطرح ضمناً بعض عناصر هذه الرؤية.
ما يريده هيكل هو إعادة إنتاج دوره مع عبد الناصر ، عندما كتب له (فلسفة الثورة) باعتبارها رؤية عبد الناصر لموقع مصر في الدوائر الثلاث: العربية والإفريقية والعالمية.
السيسي يحترم تجربة وخبرة هيكل ، ويتصل به من وقت لآخر ، ولكنه لم يكلفه يإعداد رؤية مستقبلية. مع أن هيكل حام حول الموضوع عندما كان ينتقد البرنامج الانتخابي المطول للسيسي ويقترح بدلاً منه صفحات محدودة ترسم الاتجاه. ولم يقل صراحة أنه على استعداد لكتابتها!.
الحلقة الاولى من المقابلات التي قدمها هيكل مساء الجمعة الماضية لم تكن تدور حول محور معين ، بل شذرات من هنا وهناك تدل إجمالاً على أن هيكل ليس سعيداً تماماً بما يرى في الوقت الحاضر ، يقول هيكل:
- الجو السياسي الآن في مصر ملوث.
- بعض الفضائيات تتصرف كأحزاب.
- هناك فوضى فكرية في مصر.
- حسني مبارك رجل وطني بدون شك ، ولكنه حوكم بنص القانون وليس بمنطق الثورة.
- رجال مبارك يحاولون العودة إلى الساحة السياسية.
- مطلوب من السيسي أن يثور على كل شيء حتى على نظامه!.
- كان على القاضي الذي حاكم مبارك أن يقرر عدم اختصاصه بقضية سياسية.
- ثورة 25 يناير أذهلت العالم وعاشت ثلاثة أيام مجيدة قبل أن يركب الإخوان موجتها.
(الرأي)