حضرت ظهيرة يوم السبت (13/12/2014م) ، مراسم دفن المرحوم (نضال قموه) شقيق النائب المهندس جمال قموه ، فعلاقتي معهم تعود لســـنوات ماضيّة . كان المصاب عظيما . فالمرحوم كان شابا ، كما أنه قد حاز على محبه من عرفوه لدماثه خلقه . اصطفتت مع جمهور المعزيّن لتقديم واجب العزاء لال قموه الكرام . وقتها تنبهت الى وقوف رجال مسلمون من عشيرة الخريسات لتلقي العزاء مع ذوى المتوفى . والذين هم مسيحيو الديانة .

قد يبدو الأمر غريبا للوهلة الأولى ، وقد يظن البعض أن ذلك عائد لعامل الجيرة بينهما ، لكن الأمور ابعد من ذلك بكثير .

يعلم كثيرون أن المهندس جمال قموه و اخوته و اخواته قد رضعوا قطرات الحياة الأولى من أم جمال خريسات ( ريّا الحمدان الخريسات) ، وهي امرأة مسلمة الديانة ، و بالتالي فأن ابنائها و ابناء ام جمال قموه ، هم اخوة بالرضاعة . هنا تفهم الحالة ، حالة التميّز للسلط خصوصا ، و الأردن عموما ، عيش مشترك ، واقعا ملموسا ، و ليس تنظيرا فكريّا . خاصة في غمره ما يحدث حولنا شمالا و شرقا . هنا يتجلى النموذج الوطني الأردني ، ليقول بصوت مرتفع . نحن متماسكون رغم اختلاف العقيدة و الدين .

ختاما . ان خير وسيلة لتأكيد العيش المشترك بين مكونات المجتمع الأردنيّ من ناحية دينية ، هو تسليط الضؤ على النماذج التطبيقية المجسدة لذلك ، ولعلّ ثنائية الخريسات – قموه خير شاهد على ذلك .
حمى الله الأردن المقدس من كل سؤ ... اللهم اميين .