القوة تملكها ... الإرادة تنمو كبرعم ورد كلما رويتها من عرق سعيك وركضك صوب ما تُريد ... وما تُريد أكثر مما كنت ترُدد على مسامعك منذ دخلت مرحلة النضج المبكر ... الوصول بجسدك كله حيث تصل أفكارك.

تمرغت كثيرا بمطر تشرين ... ومع ذلك ما زلت تعيش ما ترى ... سلكت الدرب أوله... رسمت خطوات بحثك بعشوائية عاشق تمرغ في أحضان الشتاء كثيرا ولم يشعر بالدفء إلا حين انتحى مكانا قصيا من الذاكرة ...وتأمل نفسه في لحظة مطر هاربة مع امرأة هادئة تعشقه في مدينة تعج بالسعادة والشقاء .

تمنحك الأشواق في حين لم يسأل عن وجودك كل النساء اللواتي أرضعنك ... تأخذ بيدك صوب ما حلمت به وتهيم بك في عمق روح تشبه أرواح الأطفال الذين يتوقون إلى ملء الأرض فرحا ومتعة .

_طلبتُ من الله كل شيء لأستمتع بالحياة ... فمنحني الحياة لأستمتع بكل شيء .

تحرشت بك السنون ... وحرمتك من الكثير ... عاندتك منذ اللحظة التي صفعت فيها القابلة مؤخرتك ... لكي تسمع صراخك .. التزمت الصمت لتسمع وحدك صراخ من جاءوا قبلك ولم يجدوا طريقهم بعد .

انتزعتك الغربة من أحضان أمك ... وابتلعتك الأيام في المسالك الصعبة ... تواطئ الظلم مع الفقد في كل ورقة تنزعها من التقويم ... اجتاحتك الوحدة وشرّع الانتظار عيونه عليك ...تراءت لك النهاية حتى أوشكت السقوط ... كان السقوط بداية ما وصلت إليه الآن من حياة حلمت بها .. فاستيقظت على عمر من الصعود والوصول والحب .

لم تقف على شواطئ الأماني ... شمرت عن ساعديك ... تعلمت الصيد وغصت في أعماق الكتب ... ترعرعت في أحضان الحروف ... ارتويت من دموعك وأشعلت طريقك بطلب ما تريد ... حصلت على شيء من كل شيء ... لكن حلمك توغل في العمق أكثر وصرت تريد كل شيء من أي شيء .

قسوة البحث منحتك متعة التدحرج في علاقة جعلت منك إنسانا يعيش ويتعلم كيف يمضي قُدما مثقلا بما كان ينقصه ... وما كان ينقصك سوى حب تكبر معه ... وقلب يكبر فيك .

تُواصل طريقك بالسعي وراء حب يأخذك إلى داخلك ... تجتاز عالما لم يسمع تنهيداتك ... وتُولد من جديد على يد حب يُشبه تلك المرأة الهادئة ... صاحبة القلب الحنون ... والتي تتحلى بصبر قديسة ... منها إليها معها تُنجز أحلامك وأحلامها التي خطتها لكم الأقدار.

اتبع قلبك وسيوصلك في نهاية الأمر إلى ما تعشق وما تُريد .