يمكننا الاشراف على المشهد السياسي العربي من أحد جبال عمان:
- فالرئيس المصري جاء في زيارة خاطفة ليأخذ جواباً من واشنطن حمله جلالة الملك في زيارة خاطفة قبل زيارته لواشنطن.
- ورئيس الوزراء د. النسور سيكون في بغداد بعد أيام وكان قد استقبل الرئيس العراقي العبادي ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب.. فالأردن موجود على كل الواجهة العربية من العراق بقبائله، وممراته التي بقيت طيلة عشرين عاماً تنقل للعراق.
- وجلالة الملك يتابع من واشنطن ومن موسكو الوضع في سوريا. والأردن موجود في جنوبها.
- .. وبطبيعة الحال فنحن مهتمون جداً بحركة التحرر الوطني الفلسطيني، وبالقدس. وحين يحتاج الأشقاء في رام الله فالرصيد الأردني في واشنطن، وفي مجلس الأمن.. جاهز ودون لحظة تردد!
ما نريد أن نقوله، وبكل التواضع على هذه «البسيطة»، أن الأردن هو الآن عامود البيت العربي الثابت بعد هذه العواصف الهوجاء التي تهب من داخل الوطن ومن خارجه.
.. نعم نحن عمود البيت العربي، ليس لأننا الأقوى والأكبر والأغنى، وإنما لأننا مصممون على أننا عرب في زمن الردة، ولأننا نملك اصلب خطوط الدفاع عن هذا الكيان، والأكثر قدرة على حمل جزء من الهمّ القومي، فأي بلد عربي يستطيع استيعاب الكارثة الفلسطينية، وبعدها العراقية.. والكارثة السورية التي تضيف إلى عدد سكان المملكة مليونا وأربعمئة ألف فم جائع أو نصف جائع!
وعمود البيت العربي منصوب، وقائده واقف في الساح، وحوله الأردنيون كتائب تليها الكتائب، إلى أن يقضي الله وتعود المنطقة إلى الاستقرار، وما يحتاجه الأردن - عمود البيت - المزيد من الوعي، والمزيد من رص الصفوف. فما زال في بلدنا من يبيع ويشتري من الكذب القومي القديم ومن يزايد على الاخلاص لفلسطين ولسوريا والعراق والعروبة، ومن لم يؤمن قط بأن الأردن هو.. وطن.. وانه وطن دون شروط، ودون متعلقات،.. وليس وطناً.. إلاّ ربع.. أو نصف وطن!
(الرأي)