قواعد التعليم الأربع .. رسالة مفتوحة إلى كل المعلمين
أ.د. عصام سليمان الموسى
11-12-2014 06:13 PM
كتربوي قضى 40 عاما في التعليم في الأردن وخارجه، تجرحني مقولة باتت تتكرر كثيرا خلاصتها ان «التعليم عندنا في تراجع». وألمس هذه الحقيقة عند طلبتي سواء في مرحلة البكالوريوس او الماجستير. فمنهم من لا يتقن اللغة العربية قراءة وكتابة، ومنهم من لا يعرف أحداث التاريخ القديم والحديث، ومنهم من لا يعرف أساسيات الرياضيات، ولا اللغة الانجليزية.
أعجبتني مؤخرا قرارات وزير التربية والتعليم. ولكن لأني أعرف ان السياسات عندنا تتغير بتغير المسؤول، فقد رأيت، وبناء على تجربتي الشخصية التي أعيشها كل يوم، وبعيدا عن المؤتمرات والندوات والقرارات والاجتماعات الاستعراضية التي يتقنها المسؤولون عندنا والتي تخرج بقرارات لا تنفذ عادة، ان ألخص تجربتي بقواعد أربع اتمنى على زملائي في المهنة ان يعيروها اهتمامهم ان اردنا السمو لمهنتنا الشريفة.
وهذه القواعد هي:
اولا: علموا تلاميذكم القراءة والمحادثة والكتابة بلغة عربية سليمة (وبخط مقروء).
ثانيا: علموهم قدرا كافيا من الرياضيات (جداول الضرب والقسمة والنسب المئوية).
ثالثا: علموهم تاريخ وطنهم الأردني والعربي ليصمدوا في وجه عولمة تستهدف الهوية القومية.
رابعا: وأخيرا، علموهم اللغة الانجليزية-مبسطة- باعتبارها اللغة الدولية.
كان التعليم، ولا يزال، فخر الأردن والأردنيين ومصدرا من مصادر الدخل الوطني. ومعلمونا محترمون في الدول التي يعملون فيها لأنهم متفانون في العطاء. واذا ما اردنا لموارد قوتنا ان تتواصل، فلا بد من الاعتناء بهذه الأساسيات بصورة متكاملة بحيث لا نهمل قاعدة على حساب الأخرى.
أناشد زملائي الأعزاء في المهنة، في المدارس والجامعات على حد سواء، ان يولوا هذه القواعد الأربع اهتمامهم، وأن يأخذوا المبادرة بأنفسهم، وكلي قناعة أنها ستعود بالنفع على ابنائنا وفلذات أكبادنا، وننهي الى الأبد قصة تطرق آذاننا كل يوم: «التعليم عندنا في تراجع»، فيعود للمعلم وجهه المشرق النبيل، ويصدح المجتمع بقصيد أحمد شوقي مترنما:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي
يبني ويُنشىُء أنفسا وعقولا
(الرأي)