يقنعنا حزب الله في لبنان بأنه دخل الحرب الأهلية السورية حتى يحارب الإرهاب هناك.. قبل وصوله إلى لبنان. ولكنه لم يستطع اقناع أحد بأن موقفه من الحرب التي تشنها جماعات النصرة وداعش على عرسال وجرود بعلبك واختطاف أكثر من ثلاثين جندياً ودركياً، والتهديد بذبحهم يستحق من حزب الله محاربة الإرهابيين ذاتهم على حدود لبنان كما يحاربهم في غوطة دمشق وحمص وحلب.
لماذا لا يتصدى حزب الله للدفاع عن لبنان وجيشه في مواجهة الإرهاب الذي يتصدى له في سوريا بوقوفه إلى جانب نظام الأسد؟. ولماذا يشعر حزب الله بالنشوة وهو يرى قلة حيلة الجيش الوطني؟. ويعرّض اكتافه لدى فشل الدولة في تسليح الجيش رغم المنحة السعودية الضخمة - 4 مليارات دولار-؟ ويترك لحكومة هو مشارك فيها للتلطي هنا وهناك لكسب تعاطف «الوسطاء» بينها وبين الإرهابيين؟!.
وموقف حزب الله من الوطن اللبناني، كموقف الأحزاب المماثلة في العراق، فإيران الأم لا تجد غضاضة في العدوان الأميركي على العراق طالما أنه يخلصها من صدام حسين، ولا تجد غضاضة في الدور الذي تلعبه أميركا في حربها على داعش، طالما أنه يؤمن لشيعتها الاستفراد في العراق، والا لماذا تُرسل إيران آلاف محاربي الحرس الثوري للدفاع عن نظام الأسد، ولا تُرسل أحداً منهم دفاعاً عن العراق؟!.
إن الذكاء الخبيث في استعمال التاريخ الطائفي في الوطن العربي، وتفسيخ المجتمع العربي، وتجنيد بعضه في مواجهة البعض الآخر، قد يعطي لطهران وزناً إقليمياً، ولكن معرفتنا بالهدف النهائي الذي قد ينتهي بالتحالف مع «الشيطان الأكبر» على حساب الركام والدمار العربي، يجعلنا ابعد ما نكون عن أي علاقة طبيعية بين الجيران، ولأنها ستكون كما كانت بيع الناس وشراؤهم من اجل عقدة تاريخية لا حلّ لها لأنها استحضار لأحط ما جرى في التاريخ العربي: الفتنة الكبرى بعد اربعين عاماً من وفاة نبي العرب والمسلمين.
(الرأي)