كم أتمنى الرحيل إلى حيثُ لا غنيّ ولا فقير,ولا وفيّ ولا خائن,ولا صادق ولا كاذب,ولا ماء مطر مجانيّ يصير سلعة تُباع للعطاش,وحيثُ لا قمحَ في مخازن الشيطان,وحيث الرئات لا تبحث عن شهيق.
وحيث لا مسلم هناك ولا مسيحي ولا يهودي,ولا سُنّي ولا شيعي,لا أرثوذكسي ولا كاثوليكي,وحيث لا حلاوة ولا مرار,لا أبيض ولا أسود,لا خُبز قمح ولا خُبز شعير.
وحيثُ لا لُغات,ولا مُفردات,ولا حبر ولا أوراق.
وحيثُ لا حرير,ولا قُطن,ولا خَيش أو كِتّان.
وحيثُ لا وسائط نقل,ولا وسائط اتصال,لا حمير,لا خَيْل,لا جِمال,ولا دراجات وعربات وقطارات وسفن وطائرات.
وحيثُ لا "أورانج" ولا "زين" و "أمنية" ولا حتى هواتف أرضية.
وحيثُ لا كُرة قدم,أو كرة مضرب أو سلّة
وحيثُ لا أندية لا "فيصلي" ولا "وحدات" و"الرمثا" والأخريات
وحيثُ لا مدارس أو كليات ولا حتى جامعات
لا صيدليات ولا مستشفيات
لا صيادلة,لا أطباء,لا مُمرضات
ولا حتى قابلات
وحيثُ لا فنادق,لا مقاهي,لا مطاعم أو حانات
وحيثُ لا بنوك ولا مصارف ولا عُملات
ولا بطاقات تأمين ولا شيكات
وحيث لا صيف ولا شتاء
لا ربيع ولا خريف
لا شمس وقمر سخيف
لا أرض حتى ولا سماء
وحيثُ لا يقظة ولا نوم
لا عطش ولا ارتواء
لا جوع ولا شبع
لا برد ولا حَر
وحيثُ لا كلب يعوي ولا طير يُغرّد
ولا حمامة تَهدِل
ولا فرس تصهل
وحيثُ لا جمر للنار
ولا جليد للصقيع
لا رجال لا نساء
ولا حتى أي رضيع
وحيثُ لا شيء من شيء
أتمنى الرحيل إلى "حيث"
لكن شرط "حيث"ضرورة الحصول
على تأشيرة دخول!