العرب مسلمون ومسيحيون .. ضلوا الطريق
اسعد العزوني
09-12-2014 02:55 AM
غريب ما يحدث هذه الأيام في الوطن العربي المثخن بالجراح التي تنز صديدا ، منذ معاهدة سايكس بيكو عام 1916 ، وتقسيمه إلى دويلات متناحرة ومتنازعة رغم كل الروابط التاريخية والإستراتيجية التي تربطها ببعضها البعض ، لكنها إختارت أن تنضوي تحت شعار "الأخوة العداء".
ما أتحدث عنه ، لأنه خارج سياق المنطق ، هو الصراع الدائر بين جناحي العروبة وهما الإسلام والمسيحية ،فما نراه صراعا لا مبرر ولا لزوم ولا طائل للجميع من ورائه إطلاقا، وهو صراع مفتعل صمم لنا في دوائر صنع القرار الغربية المسيحية المتصهينة ومعها تل أبيب محراك السوء ليس في منطقتنا فحسب بل هي كذلك في العالم كله ، وهذا ما بدأ يعترف به الغرب المتصهين.
ما يجري في وطننا العربي المكلوم مبرمج ومخطط له منذ زمن طويل لحاجة في نفوس من يدعون زورا وبهتانا أنهم أبناء يعقوب عليه السلام ، وهم في حقيقة أمرهم من مخلفات قبائل بحر الخزر الذين تهودوا لرغبة مليكهم ، تهربا من دفع الضرائب وخوفا من السيطرة الإسلامية والمسيحية على بلاده .
الظاهرة الأغرب التي نراها بعد ما يسمى "الربيع العربي" الذي أينع لنا أزهارا صهيو- داعشية – أمريكية - بعد أن تمكنوا من سرقته وتحويل مساره لما يخدم مخططاتهم ، فأصبح كل من بيرنارد ليفي وجون ماكين وفيلتمان ومن هم على شاكلتهم ،أيقونات لذلك الربيع المتصحر- أصبحت مؤسسات تمويلية غربية تنشط لعقد مؤتمرات تبحث العلاقة بين العرب المسلمين والعرب المسيحيين ، وأوضاع العرب المسيحيين ومستبقلهم في المنطقة .
الغريب أيضا أننا نسمع خلال هذه المؤتمرات صراخا وعويلا من بعض العرب المسيحيين من واقعم وخاصة بعد ظهور داعش ، الذي إستهدف المسلمين السنة على وجه التحديد قبل المسيحيين وغيرهم.
الأكثر قلقا أن الأمر يتحول إلى جحيم عند مشاركة بعض العرب المسلمين الذين يوصفون بالمتشددين، وحقيقة الأمر فإنني لا أفهم معنى التشدد ، سوى عدم الفهم للدين القويم الذي يدعو للتسامح ، وفي مثل هذه الحالات نرى ونسمع صهيل الخيول وقعقعة السيوف وكأننا في ساحات حرب داحس والغبراء.
يبدو أن البعض عربا مسلمين ومسيحيين قد غابت أو تم تغييبها عمدا عن أذهانهم ،ومنها كلام الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز" لكم دينكم ولي دين"، وقول رسولنا الكريم محمد "ص" في توجيهه للمسلمين " من آذى ذميا فقد آذاني"، وقول العقلاء من هذه الأمة " الدين لله والوطن للجميع"و"إن للعروبة جناحان لا تطير بأحدهما وهما الإسلام والمسيحية".
ثم ألم نتعظ مسلمين ومسيحيين من كلام الله سبحانه وتعالى في سورتي :"آل عمران وسورة مريم" وما سر هذا التكريم الإلهي للسيد المسيح وأمه البتول الطاهرة مريم عليهما السلام ، علما أن الله لم ينزل سوى سورة واحدة بإسم حبيبه محمد"ص" ، رغم أنه خلق الدنيا من أجله وكرمه بأن جعله آخر الأنبياء والمرسلين، كما أن الله لم ينزل سورة بإسم قبيلة محمد "ص".
بعض العرب المسلمين ممن غابت عنهم الحقائق الإلهية ،يلتقون مع بعض العرب المسيحيين ، الذين آثروا الإبتعاد عن الحقيقة ورأوا في أنفسهم إمتدادا للغرب ، مع أن الكثير من العرب المسيحيين الذين يحتلون مناصب لا هوتية عليا في كنائسهم ،يرون غير ذلك ويهاجمون سياسة الغرب ويفضحونها ويؤكدون أن مصالح الغرب في المنطقة تكمن في النفط والغاز وأمن إسرائيل.
الطرفان اللذان نتحدث عنهما مخطئان ، فنحن العرب مسلمين ومسيحيين ، وبسبب طريقتنا المتخلفة بعض الشيء في التفكير ومعالجة مثل هذه الأمور ، جعلنا من أنفسنا وجبة دسمة مستساغة للغول المتمثل في يهود بحر الخزر الذين يحقدون على المسيحيين قبل المسلمين ، لأنهم يعتقدون خطأ بطبيعة الحال أن السيد المسيح عليه السلام"إرتد" عن اليهودية وجاء بدين جديد يدعو للمحبة والتسامح وشعاره "الله محبة " ، كما إبتعد عن البهرجة التي يتسم بها يهود ، ودخل على اورشاليم القدس على أتان هزيل ، ومعه ثلة من البسطاء ، كما إستقبله البسطاء من أهلها ، وهذا يخالف ما كانوا يروجون له أن ملكا منهم سيدخل القدس مبهرجا وفي موكب كبير، وهذا ما أغاظ يهود .
أما حقدهم الذي لن يتوقف على المسلمين فلأن الله جل في علاه الذي يعرف أين يضع رسالته ، قد إختار خاتم النبيين والمرسلين من العرب الأميين آنذاك ، ولم يتم إختياره من يهود الذي ما يزالون يتبجحون بأن الله سبحانه وتعاللى قد خلقهم وحدهم وفضلهم على الآخرين وجعلهم شعبه المختار ، وخلق الجميع "الأغيار " عبيدا ليهود ، وحلل سرقة أملاكهم وممارسة الزنا مع نسائهم، وفي تلمودهم وتوراتهم نجد قولا أغرب من الغرابة نفسها "أرسل لجارك الأمراض".
تحضرني هنا قصة مكتوبة وهي أن عبد الله أبو النبي محمد "ص" كانت يتجول في سوق عكاظ وحاولت عرافة يهودية إغواءه لأنها قرأت في وجهه نورا ، لا يراه غيرها بحكم مهنتها ، وشغلت سلاحها الأنثوي ، وكان أن إستجاب لها وكاد أن يهم بها لولا أن رأى برهان ربه الذي أمره بالتوجه إلى البيت ، وفعل وعاشر زوجته ، وبقيت دعوة العرافة اليهودية له تعصف في ميلته ، فعاد فورا إلى السوق وبدأ يحوم حول العرافة اليهودية وأشعرها برغبته لتلبية دعوتها ، لكنها نهرته بالقول أن ما كانت تريده منه قد إختفى من وجهه وبالتالي لم يعد لها حاجة به.
يهود بحر الخزر المغلفين بالصهيونية الشريرة ، يعملون بصورة جدية على تهويد المسيحية والمسيحيين من خلال الحركة المسيحية الصهيونية التي باتت تعد نحو 100مليون مسيحي غربي هذه الأيام، أما بالنسبة للمسلمين فإن معاولهم وآخرها داعش وخراسان تفعلان الفعلة الشريرة بشكل مرسوم ومخطط له جيدا .