أربعة أعوام على غياب ماجـد سـبايلــة
07-12-2014 07:01 PM
أربعة أعوام في حضرة غياب روح الأب الغالي " ماجـد سـبايلــة "
حين أغلق عيناي أظل أرى ما سكن جفونها ولم يرحل.. صورة ستظل عالقة في مخيلتي حتى موعد رحيلي .. ولأن " أبـي " أول الغائبين .. لم تعد فكرة الغياب مخيفة بالنسبة لي .. لم يعد باب قلبي ينتظر أحدهم .. ولم تعد الذاكرة صلبة كما كانت ..
" أبـي " .. لأن غيابك قصة مؤلمة لا يقبلها العقل ، ولأن فيها إنتصار للحزن ومعاناة لن تنتهي ...وبكاء لن ينقطع، وأنين قلب لفراق عزيز لم يكتمل حلمه وأمله بعد في الحياة... فقد بكتك الروح يا أبي ... نمرُ بلحظات يتزاحم فيها الضيق علينا...فلا نعرف طريقاً للراحة...فنغوص في مستنقعات الألم...نحارب لنعيد إبتسامتنا وأحلامنا السعيدة...وحياتنا المفعمة بالمحبة والأمل... ذلك الحزن الذي يتسرب الى أغصاننا الغضة كأوراق الخريف...ويسرق من أوراقنا الخضراء ذلك الرونق المفعم بالحياة ...فيمنحه لوناً باهتاً يفتقد معنى الحياة....فنبكي بصمت .. فغيابك قصة قضّت مضجعي وأوحشت منامي ...
للموت جللٌ أيها الراحل، ولنا من بعدك انتظارٌ في محطات قد تطول وقد تقصر... لم يتوقف الزمن مع غيابك .. لكن اختلف إيقاع نبضات قلبي التي تؤكد أنني ما زلت على قيد الحياة وفي ذات الوقت لستُ من الأحياء.. !
أربع سنوات بدونك.. بدون صوتك و رؤياك ... بدون احضانك و قبلاتك ... بدون ان اجلس بقربك في السيارة ... بدون ان اسمع ضحكاتك ... بدون حكاياتك ... بدون ان احكي لك عن ما حصل معي في يومي ... بدون ان احضنك و اخبرك بحبي و شوقي الدائم لك ... اربع سنوات بدونك يا ابي الغالي ... كل الاماكن خالية بدونك ...
باقون على عهدك كما عودتنا دائماً... وليس بإمكاننا أن نجعلك دائم الحضور بيننا.. إلا بـ "الدعوات الجميلة والذكر الجميل".. فأنا بنتُ رجل تضج المجالس بذكره ..
كنت ذا جود لا مثيل له... محباً للخير وفعله.. مخلصاً في تعامله .. صادقاً بمشاعره وقوله.. فعسى الله أن يغمرك برحمته بصالح أعمالك ويبدلك داراً خيراً من دارك ويجمعنا واياك في جنات النعيم.
فإلى جنات الخلد يا رجل المواقف الطيبة...أيها الطبيب الانسان الانسان الذي تلمع سيرته بكل الكلام الطيب والمواقف الرائعة...فأنت وإن غادرت هذه الدنيا الفانية ، ستبقى ذكراك في قلوبنا ...وإن كنت نجمُ غاب عنا فأنت ملاكُ تضئ الآن في الجنان مع المؤمنين والصالحين...
رهام السبايلة