ذكرى رحيل الشيخ حمد بن جازي
07-12-2014 05:41 PM
عمون- يصادف يوم الاثنين 8 كانون الاول ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله حمد بن جازي ,شيخ مشايخ قبيلة الحويطات, احد اقطاب الثورة العربية الكبرى ومن رجالات الأردن الكبار الذي كان رمزا وطنيا ومناضلا كبيرا يشار اليه بالبنان , كان من الرعيل الاول الذين كانوا طليعة تنشيط الوعي بالقضايا الوطنية والقومية وساهم بشكل فاعل في بناء كيان الوطن ودافع عن مقوماته وثوابته.
يعد حمد بن جازي من النماذج الصادقة و الصلبة لذلك الجيل من الرجالات الذين حملوا رسالة التضحية والهم الوطني والقومي وأسهموا في التحولات الكبرى التي شهدتها بلادنا منذ مطلع القرن العشرين فناضل من اجل استقلال الامة وكان لديه رؤية وتصور متكاملين لدور الاردن في منظومته العربية.
وكزعيم عشائري, وظف العشائرية لمصلحة الوطن والامة عندما اقسم يمينا ان يكرس نفسه في سبيل القضية العربية وان تبقى بندقيته وبنادق قبيلته مشرعة حتى تتحرر الامة من اعداء العروبة فعاضد وانتصر للحركات الوطنية العربية واهمها ثورة الشوبك 1905م , ثورة ال علي 1908م وثورة الكرك 1910م ثم تلا ذلك انضمامه لصفوف الثورة العربية الكبرى التي أبلى في معاركها احسن البلاء حتى دخل مع الامير فيصل الى دمشق
وبعد المؤامرة على الحكم العربي كان يرى ان في الجهاد سبيل الخلاص من اعداء الامة فلم يتوانا يوما من تقديم الغالي والنفيس لنصرة قضايا الامة ,فقاد فرسانه إلى جانب المجاهدين في فلسطين الذين وضعوا أرواحهم على الاكف رخيصة ليقدموا الشهيد تلو الشهيد ومنهم ابنه الأكبر " نايل " الذي روى بدمه الطاهر ارض فلسطين, كما وكان ملاذا لثوار فلسطين يأوون إلى بيته ومضاربه هربا من قمع الإنجليز أو طمعا في دعم أو سلاح وكذلك ناصر الثورة السورية التي دعمها بالمال والسلاح ضد الاحتلال الفرنسي, بالاضافة لمشاركته الفاعلة بجميع المؤتمرات الشعبية التي عقدت في الاردن للتنديد بالمؤامرة والعرائض الاحتجاجية على سلوك الحلفاء تجاه العرب معلنا رفضه للمستعمر الانجليزي والفرنسي في بلاد الشام والعراق ومقاومة وعد بلفور والاطماع الصهيونية في فلسطين
يعد الجازي صاحب اطول تجربة برلمانية على المستوى الاردني والعالمي حيث كانت تجربته الفريده بتمثيل البادية الجنوبية عشر دورات برلمانية متتالية بالتزكية - 33 سنة - من عام 1929م حتى وفاته عام 1962م , وهو ايضا حاصل على "الباشوية" من امير الدولة العثمانية نظرا للدور الكبير الذي قدمه في حماية طريق حجاج بيت الله الحرام في مناطق نفوذه.
ويعتبر الشيخ الجازي من اشهر قضاة القبائل الاردنية والعربية فهو قاضي قلطة – وقاضي القلطة هو أعلى مرجع قضائي - وله صلاحية تعديل العادات فيعتبر مشرّع ويأخذ القضاة بتشريعه وبهذا يدرك مدى خطورة القرار الذي يصدره وتأثيره على مجتمع البادية, ويذكر التاريخ ما قدمه من خدمة إنسانية حين أنقذ المرأة الأردنية من عبودية قد فرضتها عليها العادات الجائرة.
واستمر رحمه الله في خدمة الأردن بكل إخلاص وتفان , وان غيبه الموت فلن يغيب عن الاردنيين الشرفاء تاريخه الناصع الذي حفل بالبطولة والتضحية والفداء, وستبقى مناقب الفقيد الكبير وسيرته الحافلة بالبذل والعطاء على المدى صفحة مضيئة في تاريخ الاردن والامة
هذا وسيصدر قريبا كتاب يجسد سيرة حياة المجاهد الشيخ حمد بن جازي للمؤلف والمؤرخ محمود سعد عبيدات