سعدنا خلال الأسبوعين الماضيين، كسفراء للضمان الاجتماعي، عبر ثلاثة لقاءات جَمَعَتْنا بثلة كريمة من أبناء الجالية الأردنية في الرياض والخبر وجدة في المملكة العربية السعودية، نسّقت لها السفارة الأردنية مشكورة بقيادة السفير النشط والمحبوب والوزير السابق جمال الشمايلة، ونظّمتها لجان نقابة المهندسين الأردنيين في المدن الثلاث، وقد لفتنا دقة التنظيم والاهتمام والحضور وبخاصة من قبل المهندسين الأردنيين العاملين هناك، وهو ما ينمّ عن مدى ترابط المهندسين وعمق انتمائهم لنقابتهم ولوطنهم.
لقد أثبت المهندس الأردني كفاءته وجدارته في كافة دول الاغتراب، وما لمسناه من زياراتنا لمختلف دول الخليج العربية الشقيقة الثقة الكبيرة بالكفاءات الأردنية ولا سيّما المهندسين، الذين يعملون في شركات ومؤسسات كبرى، وبعضهم رجال أعمال لهم مكانتهم وحضورهم وأثرهم وإسهاماتهم في بناء المجتمعات الشقيقة..
وبالرغم من غلبة حضور المهندسين للقاءاتنا وطغيانهم على سواهم من أصحاب المهن الأخرى، إلاّ أن هناك بعض التنوع القليل من موظفين وعاملين في المجالات المالية والإدارية والتعليمية وغيرها، وقد بدا الارتياح واضحاً على الجميع، مدفوعاً بسعادة مصدرها الرغبة بالتواصل مع الوطن عبر مؤسساته المختلفة، لا سيّما مؤسسة الضمان الاجتماعي لما لها من دور مباشر في حماية الإنسان وتأمين مستقبله، مع تعبير واضح عن العتب على ضعف التواصل وربما عدمه من مؤسسات وطنية كثيرة..!
ما لمسناه أن هناك تعطشاً كبيراً لموضوع الضمان الاجتماعي، حيث وجدنا أعداداً كبيرة من المغتربين قد انقطعوا عن الاشتراك لسنوات، والكثيرون ما زالوا منقطعين، مما يُفقِد البعض فرصة تأمين دخل ثابت له مستقبلاً عند عودته من رحلة الاغتراب إلى أرض الوطن، وقد أثارت اهتمامهم هذه اللقاءات وحفزت كثيرين منهم على التفكير باستئناف اشتراكهم، وبعضهم تقدّم فعلاً بطلب اشتراكه لاستكمال مدته السابقة.. في حين تقدّم البعض بطلبات اشتراك لأول مرة، وما لفتنا أكثر أن بعض الإخوة المغتربين قد حصلوا فعلاً على تقاعد الضمان، وقال لي أحدهم عقب اللقاء بأنه قد استرد كل ما دفعه للضمان كاشتراكات خلال أقل من ثلاث سنوات من حصوله على راتب التقاعد، ما يعني أن الاشتراك الاختياري ينطوي على فائدة وجدوى اقتصادية واجتماعية محضة للمشترك الأردني، وهو ما نقوله دائماً في حملاتنا الإعلامية بأن الضمان الاختياري يهدف إلى تمكين المواطن الأردني سواء المغترب أو داخل الوطن ولا يعمل في إطار منشأة مشمولة بالضمان إلزامياً، تمكينه من الاستفادة من منافع الضمان والحماية التي يوفرها للمنضوين تحت مظلته..
أسجّل جزيل الشكر والعرفان لمعالي السفير الأستاذ جمال الشمايلة وطاقم السفارة وللقنصل العام في جدة الأستاذ ماجد القطارنة وللجان ارتباط نقابة المهندسين ممثلين بالإخوة الأعزاء النشطاء رؤساء اللجان في المناطق الثلاث المهندسين: منذر مشتهى، وأسامة سليمان، وعبدالكريم الجبالي، على الجهود الكبيرة التي بذلوها لإنجاح لقاءاتنا مع أبناء الجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية، مع يقيننا بأن اتساع رقعة المملكة الشقيقة وكثافة أبناء الجالية الأردنية العاملة والمقيمة في عشرات وربما مئات المواقع والمدن السعودية، تحتاج إلى عشرات اللقاءات، ولعلها تكون فرص سانحة لزيارات أخرى قريبة وتواصل دائم مع قرابة نصف مليون أردني يعيشون على أرض المملكة الشقيقة، ونادراً ما تتفطّن مؤسساتنا الوطنية لهم وتلتفت إليهم كمواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا..!
ولا أستطيع أخيراً إلاّ أن أسجّل تقديري لملتقى نشامى الجالية الأردنية على اهتمامهم وتواصلهم الدائم معنا منذ أكثر من سنتين ومعاضدتهم لمُهمّتنا كسفراء للضمان نسعى إلى حماية كل مغترب أردني وتمكينه من الاستفادة من هذا التشريع الوطني الاجتماعي بالغ الأهمية.
Subaihi_99@yahoo.com
موسى الصبيحي/ الناطق باسم مؤسسة الضمان الاجتماعي