حين يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي, إن لدى جلالة الملك فهماً وادراكاً عميقين لما يجري في الشرق الاوسط, وانه يقوم بدور حيوي. واعضاء الكونجرس يتطلعون دوماً لسماع وجهة نظر جلالته كونه يمثل خبرة معرفية تساعدنا على تشكيل رأينا وسياساتنا تجاه ما يجري في المنطقة.., فإن علينا قبل الاميركان والاوروبيين والكل ان نتعلم الثقة بأنفسنا, وبقيادتنا وبنهجنا السوي الواضح.

لقد كان بلدنا وقيادتنا دائماً موضع احترام القوى الكبرى.. حتى اثناء الحرب الباردة. وقد قيض لنا في احدى زيارات جلالة الحسين الراحل ان نرافقه الى الاتحاد السوفياتي, وقد فوجئنا بحجم الاستقبال في المطار بوجود الرئيس بودغورني ووزير الخارجية غروميكو, ثم فوجئنا بأن القادة السوفيات كانوا يحترمون الحسين اكثر كثيراً من الذين كانوا يعيروننا بصداقتنا «للغرب الاستعماري», ويعتبرون انفسهم جزءاً من المنظومة الدولية الاشتراكية. فقد كان الرئيس بودغورني في اول اجتماع يقول لجلالة الحسين الراحل: اشكرك يا صديقي الملك, لانك وضعت امامنا الحقائق.. ليس مثل اصدقائنا الذين تعاملوا معنا وكأننا.. أغبياء! يكذبون ويعتقدون أننا نصدق.
قبل ان يقوم جلالة الملك بزيارته لواشنطن قام بزيارة خاطفة للقاهرة, وتلقى جلالته وهو في واشنطن مكالمة من الملك محمد السادس. وفي الحالتين كان جلالته في خدمة كل عربي.

مصر وسوء فهم الولايات المتحدة لموقفها وضرورة فتح الطريق لدور مصر ورغبات مصر, والمغرب بعد ان بدأت أزمة الصحراء المغربية تطل برأسها, وواشنطن تأخذ موقفاً غير مجدٍ.

أصدقاء من سوريا والعراق كانوا يتحدثون عن دور اردني, في هذه «الطوشة الطرما» حول القطرين الشقيقين وكنا نقول: اذا كان الدور الاردني مطلوبا فيجب ان يساعدنا اخواننا في سوريا والعراق. وبدون ذلك فالاردن لا يتدخل.. كما كان دائماً.

نرفع رؤوسنا لثقل وحجم بلدنا وقيادته الملهمة وعلى الذين يحرصون على تقزيم بلدهم وتجريح قيادتهم ان يفهموا أنهم بهذا لن يكبروا وسيبقون كما كانوا دائماً يركضون وراء القافلة.
(الرأي)