في لعبة الرهائن الخطرة بين مخابرات الجيش اللبناني وبين «داعش» و»النصرة»، تتعقد الأمور أكثر كلما تحركت اللعبة، فقد أدى اعتقال زوجة البغدادي وابنه، واعتقال زوجة الشيشاني إلى شعور الحكومة اللبنانية بأنها تمسك بالمزيد من الأوراق في المساومات المستمرة منذ اختطاف عدد كبير من جنود الأمن والجيش اللبناني وذبح ثلاثة منهم «بالصوت والصورة».

والامساك بزوجات أمراء الإرهاب لم يكن يشبه تحسين المواقع التفاوضية، فأمس أوقع الإرهابيون دورية جيش في جرود بعلبك، وقتلوا أفرادها الستة، فالإرهاب لا شيء يوقفه في حين أن الحكومة اللبنانية مقيّدة بالقوانين والمحاكم وهذه تستغرق سنوات، فـ»النصرة» تطالب باطلاق سراح سجناء منها موجودين منذ خمس سنوات في سجون طرابلس.. ولا يعرف أحد لماذا لم يقدموا إلى المحاكمة. كما لا يعرف أحد لماذا لا يطلق سراحهم لقاء اطلاق سراح الجنود اللبنانيين المهدّدين بحياتهم طالما أن قرار الاتهام بحقهم لم يصدر بعد؟.

والسؤال: ترى لماذا تكون سوريا العراق هدف التحالف الدولي، ويبقى لبنان معزولاً لا يهتم المتحالفون بما يجري على حدوده؟.

لقد سارعت السعودية بتقديم 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني، ثم. ولكن هذه المنحة السخية لم تغيّر شيئاً، فالسلاح يجب أن يكون فرنسياً، والذي يعرف أسلوب النكايات في السياسة اللبنانية يعرف لماذا قدم الإيرانيون صفقة مجانية لتسليح الجيش اللبناني، وهم يعرفون أن مثل هذه التقدمة السخية لن تمر.. لأن المقصود منها ارباك المنحة السعودية وفرنسا والحكومة اللبنانية معاً.

اهتمام التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لا يصل لبنان لأنه لا يصل النظام السوري. وهو مستعد للمزيد من عذابات لبنان وسوريا (الشعب) حتى لا يثير حزب الله والأسد وعصائب الحق وفيلق القدس.. وبالاجمال التحالف السوري – الإيراني – العراقي!!.
(الرأي)