في التمثيل لا يُعنى الممثل باماطة اللثام عن الموضوعات كما هي في الواقع. ولينجح يحاول الممثل ان يتقمص الشخصية بما أُوتي من مهارات وقدرات، وهو في ذلك يراهن على الايهام في ابلاغ الجمهور محور قصته وكسب انحيازه.
الحال تنطبق على الوحش الذي يضطره المتغير الى التمثيل، ليتزيا بلبوس الدماثة والانسانية متخليا لبعض الوقت عن نرجسيته الشائنة.
في الحظيرة التي فتحت في جدرانها كوات عديدة لاشعة الشمس رغما عنه ما يزال الذئب يتوهم انها حكره وملكوته، فيلجأ الى أنسنة سلوكياته في مسعاه لترميم "زعامته" المهددة بهزات عنيفة في قادم الايام وقابلها ، يبدأ الذئب في ترديد سلسلة من الأوهام .
وممارسة الإغواء اتكاء على فهمه لعقلية القطيع المدجن بالاستلاب. في معركته تلك يوظف الذئب مجساته المعلنة والسرية بحثاً عن نجاحات موهومة.
وعلى الرغم من بلوغه اللهاث الاخير، يحاول الذئب ابعاد شبح القدر بمجاديفه التي كسرتها الايام فيبلغ لحظة تميد الارض من تحت اقدامه، لكنه يبدو رغم الوقائع مكابرا كأسيرة سن يأس ترنو الى صبيان.
muleih@hotmail.com