رسالة الى صديقي..،
كنا- انا واياك- في الحياة على جبهة واحدة، لكننا نختلف اليوم على الاخوان من زاويتين : زاوية ترى عيوبهم واخرى ترى عيوبنا ، لكننا في المحصلة لا نريد ان نقع في الفخ ثم نتلاوم بأنه كان مجرد خطأ قاتل وقع ، حدث ذلك مع صديقين محبين في مصر وليبيا واليمن وسوريا وفي غزة وفي الضفة وفي كل ارض زارتها المؤامرات .ولان المؤامرة لا تاتي صدفة ولا تعمل لوحدها فقد كان هناك من انجز مهمته بورع وهم من نختلف عليهم اليوم .
قررت الحكومة اليوم فقط عدم التعامل مع الاخوان المسلمين خارج حزب جبهة العمل الاسلامي، وهذا امر جيد من زاويتي وليس جيدا بالنسبة اليك. ولكن ما تظن كانت الاسباب ان كنت لا تعرفها فاني استميحك ان اتلو عليك بعضها الذي اعرف متجنبا ما يمكن ان يضر بالتقاضي:
1-لا صفة قانونية لجماعة الاخوان في الاردن فهم ليسوا مرخصين لا كجماعة ولا كجمعية خيرية ولا كحزب ما يعني انهم تنظيم يعمل خارج القانون – وهذه مفاجأة مدوية.
2- انهم تنظيم ديني له ارتباط بنيوي مع التنظيم الام في مصر ويعمل تحت امرة تنظيم دولي غامض لكنه موجود.
3-انهم تنظيم شبه عسكري فلهم امراء وفرق واسر تعمل في داخل الدولة ويطلقون على انفسهم اسم " الكتيبة الخرساء " وهو وصفهم الذي وصفهم به المؤسس حسن البنا في اطار غرس ثقافة" السمع والطاعة في المنشط والمكره" وعلى ذلك يؤدون بيعتهم .
4- انهم لا يزالون على منهاج التربية ذاتها في تكريس العنف فهم يدرسون في "اسرهم"كتب سيد قطب ومحمد قطب بخشوع كما لو انها يقين كما ان لديهم تفسيرهم الخاص لايات الله كما هو في كتابهم الاثير " في ظلال القران".
5- انهم يستهدفون الاستيلاء على الحكم وليس المشاركة فيه في اطار نهج "التمكين" الذي يعد مرتكزهم في المغالبة للقوى السياسية والمجتمع.
6- لديهم جدول اعمال وطني مختلف عن بقية القوى السياسية فهم لا يرون حاجة لان يكونوا تحت سقف المؤسسات بل يقدمون نهجا مليشياوي يؤمن بالخروج على القانون ويتنكرون لكل ما هو سيادي للدولة.
7- انهم يتلمسون عناصر الغضب في المجتمع ويتماهون معها بهدف كسب الانصار وهم بذلك يعملون بشكل حثيث على تشطير المجتمعات وتفرقتها .
8- انهم يكرسون ثقافة الاعتراض على السلطات في كل امر كبر او صغر، ويريدون فقط ان يحاربوا بكلمة"واعدوا" .. ولم يعدوا اي شيء ولم يساهموا في نهضة مجتمعاتهم ولا في تقدمها في اي ميدان.
9- ان نهج الولاء مقدم عندهم على نهج الكفاءة ، فالشللية على اشدها والاباء والابناء والاصهار يحتكرون المناصب التنظيمية والمال سواء اتى من تبرعات المسلمين ام من التجارة البينية الاحتكارية، ثم فتش عن المناطقية والجهوية والاقليمية التي زكمت انوفنا.
10- انهم منخرطون في برنامج عثماني هدفه السيطرة على منطقتنها سياسيا واقتصاديا كما كانوا منخرطين في محور المقاومة والممانعة الذي لم يبق فيه غير" حسن نصر الله والاسد والمالكي والحوثيين " واتضح انه محور كاذب يريد بسط سيطرته على بلادنا وهتافه " يالثارات الحسين" ولولاهم ما تقدم هذا المحور على ارضنا.
11- انهم جعلوا القضية الفلسطينية ستارا لبؤسهم السياسي فهم يجعلون القدس مثلا توطئة لحديثهم عن اعتقال متهم او ضبط متهمين في خلية سرية او نقد امين عمان اذا قرر اعادة تنظيم قاع المدينة من الباعة المتجولين.
صديقى العزيز .. هناك ما هو اكثر ،
اخطاءونا نعرفها ونعرف ان هناك بعض الفاسدين، لكن الفساد ليس مدعاة لاسقاط الكيانات السياسية بل هو مرض اصاب كل دول العالم ، ثم اننا تقدمنا في محاربة الفساد الى الحد المؤذ حيث ارتعشت ايادي الادارة فلم يعد اي موظف قادر على اتخاذ قرار خوفا ورهبة. نحن دولة يمكن ان تمضى من البؤس دون الحاجة اليهم في القرن الجديد.
واسلم ، عزيزا غاليا