من يلجم الإرهاب اليهودي ؟!
أ.د. أمين مشاقبة
04-12-2014 01:59 PM
تواصل إسرائيل سياستها في عملية قضم الأراضي الفلسطينية والاستمرار بعمليات البناء لمستوطنات جديدة أو توسيع مستوطنات قائمة والاستيلاء على منازل مقدسيين في مدينة القدس، والتي تتعرض لحملة تهويد شرسة، ناهيك عن عمليات الاعتقالات وهدم منازل كل من يقوم بأية عملية مقاومة ضد الاحتلال دون أدنى رادع أخلاقي، أو قانون أو إنساني، ودون الأخذ بعين الاعتبار ما ورد باتفاقيات جنيف بخصوص الأراضي المحتلة.
وهذا هو ديدن إسرائيل منذ العام 1948 لا احترام للقانون الدولي بكل ما يحتويه من مبادئ وأسس بالإضافة إلى رفضها الدائم لقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن إذ ترى نفسها فوق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وعلى ذلك تلقى الدعم من أقوى دولة في العالم مادياً ومعنوياً يضاف لذلك دعمها بالأسلحة المتطورة والمتقدمة فهي الحليف الأساسي فأمن إسرائيل يشكل نقطة انطلاق للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم وها هي الدولة ذات الطابع العنصري تتجه نحو السير في مشروع قانون «يهودية الدولة» لتصبح إسرائيل دولة نقية للشعب اليهودي فقط ويطرح أحد أعضاء الكنيست دفع أموال للعرب من أجل الخروج من «الدولة اليهودية».
إن هذه العنصرية هي جوهر الفكر الصهيوني المتشدد الذي يدعو إلى القضاء على أي عنصر آخر وهذا ينطلق من مبدأ إباحة «قتل الأغيار» أي جواز قتل من هو غير يهودي وهذا مكرس في الفكر الديني، ويضاف إلى ذلك عقلية الجيتو التي عاشوا فيها في معظم مدن أوروبا في العهود السابقة إذ كانوا يعيشون في أحياء خاصة لا يقطنها إلا اليهود.
إن ما يجري يؤشر إلى العقلية العنصرية الفاشية اليمينية المتطرفة التي يعيشها هذا الشعب في فلسطين المحتلة، حيث أن الحركة الصهيونية هي حركة استيطانية- احتلالية تعمل لتنفيذ مخطط مرسوم بدقة للاستيلاء على كامل الأرض وإخراج السكان الأصليين من أرضهم.
إن ما يجري في القدس من استباحة للمسجد الأقصى والحرم الشريف من قبل قطعان المستوطنين لدليل واضح على هذه العقلية، إن الاقتحامات التي تجري على الأرض هي تحت الحماية العسكرية والمحاولة الأولية لتقسيم المسجد مكانياً وزمنياً كخطوة أولى لهدم المسجد الأقصى وإقامة «الهيكل المزعوم».
إن اليمين المتطرف الحاكم يرعى الإرهاب والتطرف اليهودي ضد كل ما هو عربي ويدَّعي عالمياً أنه «يحارب الإرهاب» وهو يقود عملية إرهابية متطرفة ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
إن الإرهاب اليهودي الصهيوني هو ديدن هذه الحكومة التي تسعى للحفاظ على استمرارها وبقائها على الكراسي ولا أحد يدين هذا الإرهاب والتطرف المخطط والذي ينفذ يومياً على الأرض أمام صمت العالم وسكوته عما يجري ضد شعب لا يمكن أن تكسر إرادته مهما كانت الممارسات غير الأخلاقية أو القانونية ومن المنادين بحقوق الإنسان وحق تقرير المصير.
"الدستور"