انتقاء القيادات التربوية .. المرحلة الأصعب
فيصل تايه
03-12-2014 03:33 AM
عند بحث مجمل القضايا التربوية لا بد أن نتذكر أن جميع منسوبي المؤسسة التربوية العتيدة " وزارة التربية والتعليم " تعنيهم وبالتأكيد كل القيم والاتجاهات التربوية التنظيمية .. لانها بالفعل توجّه السلوك والتفكير المتسم بالطابع التربوي المتميز نحو رؤى عملية متطورة .. وكلما تعمقنا في هذا الاتجاه في الفكر والرؤى .. كلما زاد الطموح في بلوغ الأهداف التربوية النبيلة .. ومن ثمّ الحفاظ على الإرث الحضاري والقيمي الذي يجب أن يتقاسمة كل العاملين في سلك التربية والتعليم ويصبح جزء من ثقافتهم وثقافة مؤسستهم التربوية وجزء لا يتجزأ من كيانها .. وصولاً إلى النجاح وبلوغاً للأهداف المرجوة ..
ان مؤسسة التربية والتعليم تستحق أن نتأمل واقعها بعزيمة وإرادة قوية متسلحين بالرؤية الثاقبة المبصرة في عصر العولمة واقتصاد المعرفة وضخامة البيانات والمعلومات.. ولذلك لا بد من وقفه نراجع فيها ذلك الواقع .. نستذكر ببعض منحنياته ، فنحن على الدوام نطمح لتشخيص مواطن الخلل إن كان .. أو التقصير إن وجد .. والذي لا يأتي إلا مع تزاحم العمل والحماس بغيه الارتقاء إلى الأفضل .. فكل النجاحات التي تحققت هي مفخرة لنا جميعا ولكني هنا أسعى بالتلميح إلى جوانب نأمل الارتقاء بها نحو الأفضل لنضع البدائل العصرية السليمة المبنية على منهج علمي تربوي مدروس .. مستلهمين من عنصر المعرفة والخبرة الميدانية ما يحقق رفعتنا وتقدمنا .. ويبشر بمستقبل واعد.. خاصة وأن الوزارة ماضية قدما وباستمرار إلى تحديث منظومتها التربوية وهيكلتها والتي هبت عليها رياح التحديث والتطوير والتغيير .. فتوجهات معالي الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم الإصلاحية تتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا نشد على يديه من اجل تحقيق ما نطمح له والاستمرار في هيكلة الوزارة وتحديد مكامن القوة والضعف في بنائها المؤسسي ..
واذا ما أردنا تحقيق ما سبق ذكره فان ذلك يتطلب انتقاءً واضحا وشفافاً للقيادات التربوية خاصة مع التشكيلات القادمة بعد حملة التغيرات الأخيرة وفقاً للخبرات والقدرات واحتياجات الميدان الحقيقية .. مع أهمية أن يلبي تطوير البناء الهيكلي الجديد للوزارة التوجهات الحالية والمستقبلية وبما يتواءم مع الواقع .. بعيدا عن ايه محسوبيات .. ونحن نعي تماماً أن ذلك يشكل اكبر التحديات .. وفي ذلك يجب أن ندرك أن هناك الكثير ممن لديهم صفات قيادية خلاقة وطاقات للعمل .. ولم يمنحوا الفرصة لإثبات ذواتهم .. فهم بحاجة لمن يشد على ايديهم ويمنحهم الفرصة ويحرر إبداعاتهم وقدراتهم بعيدا عن الأسلوب التقليدي في الاختيار ولانتقاء الذي يقتل الطاقات الإبداعية ويصيب العملية التربوية بالجمود والشلل .. ذلك بسبب بعض المعايير المعتمدة والتي ما زال البعض يلجأ لها والتي تعزز البيروقراطية والاحتكارية ولعل أهمها الاعتبارات الأكاديمية الصورية بما فيها شهادات الدكترة العالية مجهولة المصدر .
إن وزارة التربية والتعليم مقبلة على اختبار صعب يكمن في نجاحها في تعبئة الشواغر واختيار القيادات التربوية التي ستقود العمل التربوي المستقبلي .. ذلك من أهم وأخطر العمليات الإدارية وأعقدها على الإطلاق.. وبالتأكيد ثقتنا عالية باختيار معالي الوزير للجان المتخصصة في المقابلات والتشكيلات التي ستعتمد المعايير والأسس المناسبة حتى نضمن بناءً مؤسسيا مستقبلياً ناجحاً .. وذلك باعتماد آليات تمكنها من الاختيار الصحيح بكل همة ومسؤولية .. فنحن بحاجة ماسة لاختيار القيادات التربوية المؤهلة والقادرة على تسيير العمل التربوي والتعليمي بشكل قادر على التفاعل مع كافة أركان المجتمع التربوي الأردني وبما تقتضيه الضرورات التي تحدث التغيير المنشود.
وأخيراً.. دعوني التأكيد على أن مؤسستنا التربوية وفق رؤى معالي الوزير يجب أن تمتاز بثقافة المشاركة في اتخاذ القرارات لتتميز بأداء أفضل واختيار عادل .. تحقيقاُ للأهداف المؤملة.. مما يظهر علاقة سببية في ذلك بين الأداء وتلك الثقافة .. وصولاً لثقافةٍ تنظيميةٍ ستسّير سيراُ إستراتيجيا.. فلا يمكن أن ينجح أي تغيير في المهمة والأهداف والاستراتيجيات والسياسات إذا كان هذا التغيير معارضا للثقافة التي يجب ان تكون سائدة ومقبولة من طرف أفرادها .. علما أن الثقافة التنظيمية قد تكون عاملا مدعّما أو عائقا للتغيير.. هذا الأخير الذي يهدف في الكثير من الأحيان إلى رفع أو تقويم الأداء المؤسسي .
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ورفعه مؤسستنا التربوية
والله من وراء القصد