الغرب، الله لا يعوضهم.. بعد أن اخترعوا ريبوتا آليا (بحوشي)، وبعد أن اخترعوا وسادة تعطيك حبا وحنانا، قد زوجتك الشرعية عشر مرات، وبعد أن اخترعوا (مطبا) الطف من نانسي عجرم، وبعد أن اخترعوا (شبشبا) فيه (games)، وبعد أن اخترعوا (طنجرة) تطبخ (المقلوبة) وحدها.. وبعد أن وصلوا القمر، عادوا لدراسة ما يخفف معاناة البشر..
الفرنسي كريستيان بوانشوفال ــ فاضي البال ــ اخترع حبوبا لتعطير الغازات الصادرة عن الجسم، والتي تكون رائحتها مزعجة، وهي عبارة عن مكملات غذائية تساعد في تنظيم العبور المعوي وتغيير رائحة الغازات..
يقول المخترع ان الفكرة جاءت بعد أن حضر احدى المناسبات والشباب ما قصروا في أكل الفجل، بحيث كدنا نختنق من كثرة الغازات الصادرة ورائحتها السيئة، يعني لو الاخ المخترع وجد في جلسة عربية فيها قصف مدفعية ثقيل كانت رائحة الغازات الهمته على الاقل الى اختراع طيارة تعمل على (شو اسمو)، او مفاعل نووي يعمل بعد أن ياكل المدير والموظفون ضمة فجل في الصباح الباكر، او ربما قد يصبح سعر اسطوانة الغاز أرخص بكثير من سعر قنينة (الشنينة) ؟!!
المهم أن مكثور الخير تمكن من تطوير اختراعه لدرجة تمكن المستهلك من اختيار الرائحة التي تعجبه: الشوكولاتا، او الورد، او البنفسج..
بمعنى أنه عندما كان الواحد لا يستطيع تمالك نفسه ويصدر ريحا، كان من حوله يقولون له: استح على دمك، اما اليوم وبعد هذا الاختراع المذهل قد تتباهى أنه خرج منك ريح برائحة الشوكولاتا او الفراولة وسيقولون لك: عيدها، اذا أعجبتهم النكهة!!
حتى الاطفال حين كنت تقول لهم: مين اللي عملها، الكل كان يحلف اغلظ الايمان ان الذي بجانبه هو الذي عملها، بينما اليوم حين تسأل مين اللي ماكل حبة فراولة، الكل راح يقول: انا يا (مس)!!
الكارثة فقط هي أن يفعلها أحدهم وقد نسي أن يأخذ الحبة، وبدل أن يخرج ريحا أقرب الى الشوكولاتا يخرج ريحا أقرب الى محطة تنقية الخربة السمراء، هنا لن ينفع اعتذاره للحضور بأن يقول لهم: كل فكري أخذت الحبة، بل سيقولون له: أبوك على أبو الحبة !!
لا شك أنه اختراع مذهل، فبدلا من أن كنّا نلجأ للكمامات، وفتح الشبابيك، ومعطرات الجو، حين يفعلها أحدهم.. اليوم تحاول قد المستطاع أن تستمتع بالرائحة العطرة الصادرة منه وستقول له: زوقك بيعئد!!
وداعا لحالات الغيبوبة، وداعا للامتناع عن الطعام والشراب سنة كاملة بأيامها ولياليها، وداعا للمسيّل للدموع، وداعا للقصف العشوائي، وداعا للشك، وداعا للاتهام الباطل، فبعد اليوم من يصدر ريحا معطرا هو في حكم المجتمع رومانسي!!
في اللحظة التي جعلوا فيها من غازات البشر عطرا، حكومتنا الرشيدة استوردت لنا غازا نتنا، بمعنى مهما اخترع العالم لتخفيف معاناة البشر، حكومتنا بتظل أشطر في تعذيب البشر!!
(العرب اليوم)