تفاجئت بخبر في احدى الصحف الاردنية مفاده عن قيام سيدة اردنية باقامة احتفال كبير بمناسبة عيد ميلاد كلبها ولا ادري هل هو الاول او العاشر والذي تجاوزت نفقات هذا الحفل ثلاثون الف دينار اردني ,وفي الوهله الاولى للخبر ظننت ان هذا الحفل في احدى الدول ذات الرفاه الاجتماعي والاقتصادي عالي المستوى وليس الاردن والذي لديه كثير من الاعراف والتقاليد التي تجعل الانسان يفكر كثيرا عند اقامة مثل هذه الدعوى التي تجاوز عدد حضورها مائتين وخمسون شخصا مع كلابهم الا اذا كانت لهذه الكلاب ادوار اخرى غير التي نعرفها حتى يقام له حفل بهذا الحجم والغرابه .

وبدات اتسال عن طبيعة فقرات هذا الحفل وكيف كانت شكل كعكة عيد الميلاد ومن هو الفنان التشكيلي الذي صمم شكلها , وهل هي على شكل قطعة لحمة كبيرة خالية من العظم وعليها مجموعة من الشموع عبارة عن عظام وعليها انارة , ولا ادري كيف بدات فقرات اطفاء الشموع بالعواء والصراخ وما هي انغام الموسيقى المناسبة لهذه الحفلة العظيمة ولرقصة عيد الميلاد , وماذا كان دور المدعوين والذين استغرب حضورهم وما زالوا يتحدثون للآن عن اهميتها على الاقتصاد والسياسة الاردنية وما هي طبيعة الهدايا التي جلبوها معهم وكلابهم والتي اتوقع عبارة عن اشكال متعددة من عظام الماعز والبقر والدجاج والاحزمة الجلدية المخصصة للكلاب لوضعها على رقابها .

اما نوع المشروبات قد تكون عبارة عن اكواب من الحليب الصافي مع اطباق من ( كورن فلكس ) وانني في نفس اللحظة اهنيء المطربين الذين تم اختيار اغانيهم لتكون ضمن فقرات هذا الحفل ومع حزني الشديد على السواقين الذين احضروا الكلاب مع اصحابهم دون ان يتمكنوا من حضور هذا الحفل , املاً ان يكون الاختلاط ما بين الكلاب قد ساعد على زيادة رقعة التعارف ما بين اصحابها للالتقاء مستقبلا من اجل القيام باعمال ومشاريع واحتفالات اكثر اهمية للوطن وانني اقسم بانهم لم يحضروا اي مناسبة وطنية .

وكل التهاني للشعب الاردني على وجود فئة فيما بينهم يقيمون مثل هذه الاحتفالات وهنالك افراد من الشعب تجدهم في ساعات الصباح الباكر في داخل الحاويات يبحثون عن كسب رزقهم من عوائد النفايات بحثا عن اي عائد لمخلفات احتفالات اعياد ميلاد الكلاب علما بان هنالك الكثير لا يجد مالا ليحتفل باعياد ميلاد ابنائه .