بالامس شعرت بحالة ضيق ,من جراء الاحداث التي تعصف في هذاالوطن وهذه الامة فقررت ان لا اعود للمنزل في ذلك الوقت ,وخرجت من المكتب و ركبت مركبتي وقررت ان اطوف بشوارع معشوقتي عمان ليلا ,فانا احب ان تشاركني شوارعها خلوتي فاغلقت المذياع,وكالعادة لم استطع اشغال نفسي,بشي غير ,بدء التفكير بالاوضاع السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية لهذا الوطن الذي اعشق ,نظرت الى الساعة فلفت نظري التاريخ وقلت انه تاريخ قريب من ذكرى استشهاد الحبيب وصفي التل ,والذي اصبحت زيارة قبره سنه متبعه لدي كل عام ,علما انني في العام الماضي حدثت معي نفس الوقائع تقريبا , وخلال تفكيري بهذاالرجل لم اجد نفسي الا وانا اقف امام ضريحه , نزلت من المركبة ,وبدات المسير ,نحو الضريح ,فوقفت امام قبر وصفي ,الموجود في منزل رئيس ورزاء لم ياتي مثله بعد, الذي تم ترميمه موخرا .
فاصابتي حالة من الصمت تذكرت بها الرجال من ابناء الوطن وتذكرت حال الوطن الان ,تحدثت مع نفسي وقلت ,هل اصيبت الاردنيات بالعقر ,ولم ينجبن مثله,لكنني عدت وقلت الاردنيات الحرائر في كل يوم ينجبن الرجال الاحرار ,لكن في هذا الزمن اصبح زمن الرويبضه وبعض اشباه الرجال من يتحكمون في مراكز صنع القرار ,يحاربونالرجال المخلصين ,والشباب الراغب في تحقيق انجازات للوطن.,
اخرجت قلمي الذي احمله دائما وهو من عزيزا قدمه هديه لي وكان في جيبي ورقه مهمة ,كتبت عليها لوصفي ومن اهم منه ..في هذا التاريخ قتل اعداء الامة واعداء فلسطين من كان يعمل من اجل العروبة ,وصفي التل نعم يا ابن بلدي الاردن وابن مدينتي اربد وابن الشمال الاغر انت الحلم الذي كان يرافق كل العرب والاردنين ... اخ يا ابن مدينتي لو ترى الان الامةالعربية وكيف احوالها.
لم تعد قضية واحدة التي انت من اجلها فقدت حياتك وهي فلسطين بل اصبحت قضايا ,لبنان وماادراك مابها، وعراق الرشيد تقطع نخلها .. والسودان فرقوا شعبها، والصومال جوعوا أهلها ,وسوريا شردوا شعبها والمغرب العربي بعيد وبقية الدول على الطريق.. والامةالعربية اصبحت امة ضعيفة لاتقوى ان تقول كلمة لا لم يعد لنا حول ولا قوة ,دنسوا المسجد الاقصى وهدموا الكنيسة ,واستباحوا الفرات ونحن امة الضاد نتفرج ,اما الشأن الداخلي في وطنك وشعبك الذي احببت و كنت تقول دائما الاردنيون احسن العرب وطنك الذي احببت وافنيت عمرك في سبيله يا اخو عليا لم تعد رموزنا (انت وهزاع وكليب)اصبح زمن الرويبضة وزمن البرشوتات اصبح يصل الى مؤسسات القرار من يدعون الوطنيةوهم عند اول طلقة يلملمون حقائبهم ويذهبون الى اماكن ارصدتهم وبنوكهم بل رغم ذلك اصبحوا يتفاخرون من يستطيع ان يجمع وينهب اكثر من مال وخيرالبلد وابنائها ,اماالذين بكوك عند استشهادك من الطفيلة الابيه,ومعان الكرامة، وعقبة العز,وكرك الفداء،ومادبا الفسيفساء وعمان عاصمة العرب، وسلط الشموخ، وزرقاء الصلبة وعجلون صلاح الدين، وجرش التاريخ، ومفرق الرجال، واربد الاسود ابناء وطنك ممن يحبونك رغم انهملم يروك ولم يكونوا موجودين في زمانك هل تعلم لماذا انت حبيبهم ؟؟لانك احبتتهم منقبل ان يحبوك وكنت تعمل من اجلهم ومن اجل مستقبلهم.
لم يعد احد يحلم ويخطط كما كنت تحلم و تخطط ,ياوصفي بان تجعل البحر الميت بحراحيا,وقلعة الكرك مرصدا لكل السياح و معان وسكتها الحديدية وسيلة نقل كل الاردنيينالتي الان صدئت رغم هذا كنت عندما تخطط تفكر ليس فقط للاردنين بل للعرب، كان يقوللي جدي رحمة الله عليه وعليك الذي هو ايضا من رجالات الوطن ووصحبك وابن جيلك انك عندما تأتي الى مدينتك اربد كنت تضع السيجارة في فمك وتنظر وتتأمل في سهول اربدسهول حوران وتقول سوف اطعم من هذه الاراضي القمح والخبز لكل بلاد الشام والعراق ان اعطاني الله عمرا.
لكن لو ترى السهول الان, نعم مزروعة احجار وعمارات اخ يا ابن بلدي لم يعد يموت احدمن المسوؤلين مديونا مثلك لبنك لتسديد ثمن منزله ماذا اقول واقول هل تذكر شجرتك التي زرعتها عند افتتاح مبنى التلفزيون قطعوها ماذا اقول لك جيب المواطن فارغه ,اتصالاتنا مباعة الاتصالات التي كنت عبرها تتحدث مع حابس وغازي عربيات, الترابمباع، ثروات الوطن مباعه ولكن مهما فعلوا لن ينسونا اياك يا اشرف الاردنين.
في يوم استشهادك اقف احتراما واقرأ الفاتحة على روحك رحمك الله انت وكل شرفاءالوطن ووضعت هذه الرسالة على القبر الطهور وغادرت .
جاء رد وصفي في رسالة رائحتها مسك الشهادة وانا نائم في حلم اجمل من الحقيقة ويقوللي اعمل انت وأبناء الاردن للاردن مهما حدث سوف تكملوا ما بدأنا به انا وصحبي لانالاردن افضل من الجميع... نعم، افضل من الجميع رحمة الله عليك يا ابن عرار واربدوالاردن واخو عليا.
وسأعمل كما أوصيتني ، قالوا تدمشق قولوا لهمـ مازال على علاته اربدي اللون حوراني أردني