إحترام شرف الكلمه ينجي المؤمنين
شحاده أبو بقر
29-11-2014 02:26 AM
صنف الله خالق الكون جلت قدرته ً الكلمة ً بأنها إما طيبة وإما خبيثه ، وشبه الأولى بشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذنه سبحانه ، وشبه الثانية بشجرة خبيثة أجتثت من فوق الارض ما لها من قرار ، وشتان بين الاثنتين ، فالاولى تثمر وتنفع والثانية تؤذي وتقطع ، والمصدر واحد هو الانسان الذي بمقدوره أن يثمر وينفع أو يقطع ويؤذي وفقا لإرادته هو دون سواه .
هي اذا الكلمة الصادرة إما عن عقل متنور وروح جميلة ، او هي صادرة عن عقل ملوث وذات عاجزة عن أن تكون إيجابية طيبه ، وهنا مكمن صراع البشر في هذه الحياة الفانية لا محاله ، وهوصراع بين الخير والشر ، وبين الحق والباطل ، بين النافع والضار ، وبالطبع فإن النصر والغلبة لا بد وأن يكونا الى جانب الخير والحق والنافع مهما طال الزمان ، وتلك نتيجة لا يدركها إلا المؤمنون حق الإيمان ، ممن يدركون إبتداء كنه العلاقة بين الروح وهي من امر الله تبارك وتعالى وبين العقل والجسد وهما من خلقه سبحانه .
نقول في أدبياتنا الإنسانية أن هناك كلم طيب وهناك لغو وثرثرة ، ونحن في هذا الزمان أو معظمنا ضحايا للغو والثرثرة ، وكثير منا يلقي بالكلمة لا يأبه بها او لها وهي تلقي به في نار جهنم سبعينا خريفا ، فكل شئ في ًشريعته ً مباح من باب التسلية وقطع الوقت ، ما دام قلبه خاليا من مخافة الله ، فالوجود عنده محدود بحدود وجوده هو دون سائر الكون العظيم ، ولا وجود في قرارة نفسه لوجود أعظم هو هذا الكون الذي يعجز العقل البشري عن تصور عظمته ، وهو اشبه ما يكون بمعمل ضخم لا مجال لتصور حجمه ، وفوقه خالق عظمته لا تدانى وليس كمثله شئ يمكن ان يتصوره بشر في هذه الحياة الدنيا .
لو إمتنع الناس ليوم واحد وعلى سبيل التجربة مثلا عن التفوه ولو بكلمة خبيثة بحق احد آخر منهم ، وإستعاضوا بدلا من ذلك بالكلم الطيب حتى بحق خصومهم ومن يكرهون ،وأحترموا للكلمة شرفها ، لخالطهم إحساس رائع بالراحة النفسية والطمأنينة ولتخلصوا من كثير من العناء والشقاء ، ولحلت مشكلات كثيرة ما كان لها أن تنشأ إبتداء لولا الغث الخبيث من الكلم المؤذي ، فالكلمة الظالمة الملقاة دونما وازع من ضمير أو خلق أو تقوى ، هي في الاعم الأغلب سبب شقاء البشر ، ونقيضها هو سبب السعادة والسكينة والمودة بين الانسان واخيه الانسان .
أدرك أن هذا كلام قد يثير سخرية البعض ، خاصة اؤلئك الذين ختم الله تبارك وتعالى على قلوبهم ، وأدرك في المقابل انهم مجرد غافلين ناسين لاهين يصح فيم وصف مساكين هم من يثير حالهم الشفقة ، فلم تأت بعد لحظة الندم ، لكنها آتية لا محاله سواء رضوا ام لم يرضوا ، وهؤلاء هم والله أعلم من فئة من قال فيهم الحق جل في علاه ً فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ً صدق الله العظيم ، وهو سبحانه من وراء القصد .