كل ما يمكن ان تلاحظه الان من اتجاهات سياسية اسرائيلية, يتركز في نقطتين رئيسيتين:
- قصة اليهود والدولة اليهودية, وهي محاولة استباق لاعتراف دولي ساحق بالدولة الفلسطينية فهناك الان حملة اعلامية-سياسية صهيونية تحاول اثارة معاداة السامية في كل مكان في العالم. ثم دمجها بالموقف من «دولة اليهود» فتصبح معاداة السامية (وهي وسيلة ابتزاز) هي معاداة دولة اليهود!!
نشرت الجروزاليم بوست اول امس دراسة (لم تحدد مصدرها) تقول ان هناك 59ر1 مليار انسان عندهم اتجاهات لا سامية (معادية للسامية) وتركز الدراسة على ان نسبة اللاساميين (المعادين) تقترب من 75% في الشرق الاوسط وشمال افريقيا, في حين انها 34% في شرق اوروبا, و24% في غربها وانها في اميركا 19%.
ولاحظت ان هذه النسبة خارج العالمين المسيحي والاسلامي هي الاقل: لاوس مثلا 2ر0%. والسبب طبعاً هو انه لا يهود في لاوس. وهذا يشير دون ذكاء الى انه ناتج عن أن اليهود انفسهم هم المحرضون على اللاسامية!
- النقطة الثانية تتلخص الان في ان مجموعة مناورات اليمين, واليمين المتطرف تدور حول الوصول الى انتخابات نيابية مبكرة. وذلك من خلال تصويت برلماني, لأن نتنياهو لا يستطيع الوصول الى موافقة رئيس الدولة الذي يعارض مشروع دولة اليهود, ولا يطيق رئيس الوزراء رغم أنه كان ليكوديا!
ونتنياهو يلعب لعبة الدجاجة المذبوحة, فالذي شاهد ذبح ديك على طريقة الفلاحين يلاحظ أنه يقفز اعلى قفزاته قبل ان يهمد.
فهناك معارضون له داخل حزبه, ومعارضون داخل ائتلافه. ومن تابع اخبار «مشروع ليبرمان زعيم اسرائيل بيتنا ووزير الخارجية, يلاحظ انه مستعد لقبول انضمام جزء من الجليل والمثلث المحاذية لمنطقة الحكم الذاتي.. انضمامها الى «الدولة الفلسطينية» بسكانها وارضها, وهو أول تنازل من نوعه عن ارض اسرائيل الكاملة. وعن جزء من ارض اسرائيل القائمة منذ عام 1948.
الى جانب التعويض الكريم والمجزي على الباقين العرب في يافا وطبريا والنقب والقسم الاكبر من الجليل!
وقد روجت حكومة نتنياهو فكرة بناء مدينة عربية كبيرة في شكل مشروع اسكان داخل اسرائيل يشبه اسكان المستوطنات الكبيرة في الضفة الفلسطينية!
ومن خلال تصريحات ليبرمان يوم امس انه سيحمل مشروعه الى اوروبا واميركا.. ضمن «سعيه» لتنفيذ فكرة الدولتين. فليبرمان يحلم بهذا المشروع للوصول الى.. رئاسة الوزراء!
كل الكلام الذي سنسمعه ونقرأه خلال الشهرين الباقيين من هذا العام, يجب أن نضعه في اطار النقطتين اللتين اشرنا اليهما: الهدف من دولة اليهود ولعبة حل مجلس النواب (الكنيست) والذهاب الى انتخابات في شهر آذار القادم!
(الرأي)