كتاب جديد للدكتور فايز القيسي
28-11-2014 08:14 PM
الدكتور فايز القيسي يدرس ويحقق " ترجمة ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ لِلْفَتْحِ ابْنِ خَاقَانِ الإشبيلي (ت529هـ/1135م)..
عمون - صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة كتاب " ترجمة ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ لِلْفَتْحِ ابْنِ خَاقَانِ الإشبيلي (ت529هـ/1135م)": دراسة وتحقيق للدكتور فايز القيسي، أستاذ الأدب الأندلسي والمغربي في جامعة مؤتة.
ويقع الكتاب في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.
ويتناول هذا العمل العلمي دراسة ترجمة ابْن السِّيْد البَطْلِيُوْسِيّ للفَتْحِ ابْن خَاقَانِ وتحقيقها. ويعد الفتح بن خاقان، أبو نصر الفتح بن محمد بن عبيدالله القيسي الإشبيلي (ت529هـ/1135م)، واحداً من كبار الكتَّاب الأندلسيين في القرن الخامس الهجريم الحادي عشر الميلادي، الذين تخصصوا بكتابة أخبار الأدباء وتراجمهم الأدبية؛ حتى عد أحد أقطاب هذا الصنف من التراجم في الثقاقة الأندلسية، ذلك أن كتابته كانت بارزة ومثيرة في هذا الصنف، إذ وضع ثلاثة مصنفات هي: قلائد العقيان، ومطمح الأنفس، وكتيب صغير في أخبار ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ.
وقد جاءت هذه الدراسة في قسمين، يبين القسم الأول مساهمة الفَتْح ابْن خَاقَانِ في تخليد مآثر الأندلسيين وتسجيل أروع ما أنتجته قرائحهم من النظم الرائع، والنثر البديع، من خلال نص أخبار أستاذه ابْن السِّيْد البَطْلِيُوْسِيّ، الذي يعدُّ أحد أعلام الأندلس في اللغة والأدب والفكر، ويكشف عن دوافع تأليف هذه الأخبار ومنهجها ومصادرها، وموضوعاتها، وأهميتها، ثم السمات الفنية واللغوية لها.
وقد كشفت الدراسة عن اعتداد الفَتْحِ ابْن خَاقَانِ بقدراته الفنية، وإعجابه بإنتاجه التأليفي، واعتزازه بمكانته الأدبية التي بزَّ بها معاصريه وسعيه للكشف عن موهبته في الإنشاء الأدبي، وسعة محصوله الثقافي واللغوي. وبينت الدراسة أن هذه الأخبار التي جعلها الفتح ابن خاقان في هيئة ترجمة أدبية جاءت مرآةً تعكس شخصيته الثقافية، وذوقه الأدبي، وأسلوبه الفني الذي تميز بأنه يجمع بين موسيقى الشعر، وفصاحة النثر، وبلاغة الصياغة اللفظية الفنية، والعبارة الجزلة الرنانة ذات الإيقاع الجميل.
وقد تتضمن هذه الترجمة أحكاماً نقدية ذوقية تأثرية مقتضبة غير مُعلَّلة في الغالب، تتصل ببعض جوانب شعر ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ، ومجالات التجويد فيه، كالإبداع في بناء الصورة الشعرية والموازنات بينه وبين الشعراء الآخرين من المشارقة والأندلسيين. وتعد هذه الأخبار مصدراً مهماً لكثير من المصادر التي جاءت بعدها وترجمت لابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ؛ كما أن هذه الأخبار تتضمن قصائد ومقطعات ونتفاً شعرية وأخباراً تاريخية مختلفة تصور بعض مظاهر الحياة الأدبية والاجتماعية والسياسية البارزة في عصري الطوائف والمرابطين.
أمّاَ القسم الثاني من هذه الدِّراسة فيتضمن تحقيق نص ترجمة ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ اعتماداً على نسختين، أولهما نسخة خطية محفوظة في مكتبة الإسكوريال. وثانيهما النسخة التي نقلها المقَّري، في الجزء الثالث من كتابه أزهار الرياض، كاملة في أثناء حديثه عن ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ ، وهو من شيوخ القاضي عياض، وهي منشورة دون تحقيق علمي؛ إذ يعتورها بعض الأخطاء في القراءة، وتفتقر نصوصها إلى الضبط والتخريج والتوضيحات الضرورية، وعدم معارضتها بأصولها المحققة والمنشورة؛ لذا تبدو أهمية تحقيق تَرْجَمَةِ ابْن السِّيْد البَطَلْيَوْسيّ تحقيقاً علمياً يجعل نص هذه الأخبار قريباً من صورته الأصلية الّذي كتبه عليه الفتح بن خاقان.
ويمثل إصدار هذه الترجمة التي تحقق لأول مرة عملاً علمياً أصيلاً يضاف إلى إصدارات الأستاذ الدكتور القيسي المتعددة في مجال التراث الأندلسي، كما يعد إضافة إلى المكتبة العربية الأندلسية تفيد الباحثين في الأدب الأندلسي خاصة، والأدب العربي عامة.