لم هذا الارتباك عند اول مطر!
د.فخري العكور
27-11-2014 02:08 PM
في كل عام وفي بداية كل فصل شتاء, ومع هطول اول حبات المطر, يعم الارتباك في كل نواحي حياتنا ...
و أول مشاهد هذا الارتباك نراه على شوارعنا و من وراء مقود السيارة .. فها هي السيارات تتزحلق على الشوارع وتتصادم بسبب اختلاط التراب بالماء وتكون طبقة صابونية تحدث انزلاق المركبات اذا لم يحسن سائقوها قيادتها , فمعظم هؤلاء الناس لا يتقنون فن القيادة في مثل هذا الظروف , وذلك لانعدام المعرفة النظرية والعملية اثناء فترة تعلم السواقة في المدارس المتخصصة بذلك , بالاضافة الى الرهبة والخوف اللذان يدبان في نفوس سائقي السيارات عند رؤريتهم لاول حبات المطر وهي تتساقط على الشوارع.
كما علينا ان لا نقلل من تأثير الحفر والمطبات التي تعج بها شوارعنا والتي تؤدي عند امتلائها بالماء الى سقوط السيارات بها مما يزيد الارتباك المؤدي الى حوادث سير قاتلة .
ومن العوامل الاخرى التي تزيد الطين بلة والتي تؤدي الى ازمات سير خانقة , هذه الاخلاق السيئة عند بعض الناس وانعدام التعاون واحترام الغير وتلك العنجهية التي تعشعش في نفوس الكثيرين من الناس وكأن الطرق قد اصبحت ملكهم فلا يتنازلون ولا يتسامحون في صورة غريبة على مجتمعنا الاردني الذي طالما اتسم في الماضي بالنخوة و التعاون والتسامح .
اما اذا تساقطت الثلوج فان المشهد على الطرق يصبح مأساويا حقا ..
و أول ما يعيق حركة السيارات تلك التراكمات الكبيرة من الثلوج على الطرق بسبب عدم وجود اليات خاصة لازالتها كالتي نراها في دول اوروبا , بالاضافة الى عدم رش الملح والرمل اللذان يمنعان التجمد والانزلاق , كما ان الناس لا يعرفون كيف يجهزون الاطارات لمثل هذه الظروف عن طريق استخدام الجنازير المعدنية والمسامير الخاصة لمنع الانزلاق .
لقد بدأنا نلاحظ تاثر الاردن بالتغيرات المناخية الكونية التي ادت الى تساقط امطار غزيرة وثلوج كثيفة لم نعتد عليها في الماضي , وانه قد حان الوقت لاحداث تغيير استراتيجي في التعامل مع هذه الظروف المناخية الجديدة وذلك بتبني مجموعة من السياسات والاصلاحات في طرق بناء الشوارع والجسور والانفاق ومجاري المياه , حيث شاهدنا في فصل الشتاء الماضي كيف تحولت الانفاق الى بحيرات صغيرة اغرقت السيارات وكيف هاجمت السيول البيوت والمحلات بسبب فشل المجاري وعدم تحملها لتلك الكميات الكبيرة من المياه .
واخيرا فاننا نأمل في فصل الشتاء الحالي ان تكون كل المؤسسات الوطنية كامانة عمان ومعها كل البلديات وشركات الكهرباء والاتصالات قد استعدت كامل الاستعداد لمواجهة فصل شتاء يبدو انه سيكون قاسيا جدا...