الانتماء للبلد

الطموحات التي تربينا عليها في وحدة الأمة العربية والإسلامية طموحات مشروعة ومقدسة ، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال التجاوز على الواقع بالحلم الوردي ، لأن ذلك الطموح إنما يتم بناؤه على الأرض الصلبة لكل قطر وبلد ، وما دام الحلم والطموح غير متحقق حتى الآن فمن الواجب الابتداء من النقطة الأولى وهي الوطن .

وفي ظل الربيع العربي الذي أذاقنا المرارة بشلال الدماء وملايين المشردين وتشويه صورة الإسلام ودمار البلاد والعباد والمقدرات وارتهان مستقبل الأمة إلى عشرات السنين على أقل تقدير ، فإننا مطالبون بالحساب الدقيق لمصلحة الوطن التي تفوق مصالحنا الشخصية والحزبية والفئوية والطائفية .

لم يعد عيباً أن نتحدث عن المصلحة الوطنية فهي مصلحة عربية وإسلامية ويظهر هذا مما نراه في بلدنا العزيز كيف كان ولا يزال مأوى لأمته حيث الأمن والأمان حيث استقبل كل المهاجرين المظلومين الفارين بأرواحهم من لهيب القتل والقتال . نعم نحب بلدنا كما أحب محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة حيث ولد فيها وترعرع ( والله إنك لأحب أرض الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ) قولوها أيها الأردنيون بملء الفم نحب بلدنا ونحب له الخير ولن نسمح لعابث أن يخدشه قيد أنملة .

أيها الأردنيون " وفق القانون " هذا بلدكم يناديكم كي تحولوا دون عبث العابثين وزعرنة المتزعرنين ومرتزقة السفارات وفساد الفاسدين الذين لم تشبع بطونهم لأنها بطون جرباء .؟ عبروا عن انتمائكم بوحدتكم ولحمة صفكم فلن يستطيع هذا البلد أن يعطي أمته إذا تشققت سقوفه وخرجت فئرانه للعبث .

خاص لعمون