سفير إسرائيل ينتقد نوابنا .. لكم المجد والشرف
جهاد المنسي
26-11-2014 01:42 PM
عندما خرج الطفل محمد الدرة من بيته لشراء لعبة لم يكن يحمل قنبلة تحت جسده الغض، او شاهرا مسدسا بيده، وعندما كان الطفل فارس عودة يقف عند معبر كارني في قطاع غزة وقت ذاك لم يكن ينوي القيام بعملية فدائية، او يحمل قذيفة "آر. بي. جيه"، ورغم ذلك قتلا بيد جنود صهاينة.
محمد وفارس قتلا بدم بارد من قبل جندي فاشستي صهيوني حاقد، قتلهما لأنه يعشق القتل ويتلذذ بلون الدم، ويطيب له ان يمارس ساديته اللاإنسانية على ضحاياه، فيقتلهم بأكثر من رصاصة.
من قتل محمد وفارس كان يعرف أنهما غير مسلحين، وقتلهما بوابل من الرصاصات وليس برصاصة واحدة، ورغم صراخ والد محمد وأن ابنه لا يحمل في جعبته ما يريب، إلا أن القاتل مارس ساديته وأصر على مواصلة إطلاق النار باتجاه الجسد الغض الطري.
القاتل نفسه واصل طقوسه بالتلذذ بالدم الفلسطيني، وممارسة ساديته قتلا وتنكيلا، ونازيته وفاشيته اللاإنسانية بقتل الأطفال وهم يلهون ويلعبون، فهدى ذات السبعة أعوام والتي كانت في نزهة مع عائلتها على شاطئ البحر في غزة، فاجأها القتلة أنفسهم بغارة على الشاطئ استشهد فيها أفراد عائلتها؛ امها وأبوها وثلاثة من إخوتها، فلم يبق سواها، والقتلة أنفسهم بعد أن تلذذوا برؤية الأشلاء على الشاطئ ذهبوا لممارسة طقوسهم في مكان آخر، فقتلوا عاهد عاطف بكر (10 سنوات) وزكريا عاهد بكر (10 سنوات) ومحمد رامز بكر (11 سنة)، وإسماعيل محمد بكر (9 سنوات).
لم يشبعوا من الدم الفلسطيني، فلا ضير عندهم من وجبة قتل جديدة؛ فكان الدور هذه المرة على دلال ابنة الثالثة عشرة التي عادت لبيتها فوجدته مهدما على رأس أهلها، ففقدت أمها ووالدها وثلاثة من إخوتها، عرفت دلال أن النازيين الصهاينة مروا من هنا، أخذت معطف أخيها الشهيد الطفل محمد بين يديها ولملمت ما تبقى من صور لأفراد عائلتها التي انتهت عن بكرة أبيها وذهبت.
لم يشبع القتلة، ففي القدس خطفوا محمد ابو خضير قيدوه مارسوا عليه كل اصناف التعذيب والسادية ومن ثم اضرموا به النار حيا فحرقوه، وفي القدس أيضا شنقوا الشاب يوسف الرموني في حافلته التي يعمل عليها.
وعلى معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين المحتلة، فتح صهيوني نار حقده على قاضينا الشهيد رائد زعيتر فقتله أمام أعين الموجودين، من دون أن نعرف حتى الآن كيف ولماذا قتل؟ وأين وصلت التحقيقات بشأن استشهاده!
كل ذلك حصل، وحصل أضعافه بآلاف المرات طوال سنوات الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع عزة وجنوب لبنان، فكم من مجازر ارتكبت وكم من دماء سالت، وكم وكم.
طبعا تريد اسرائيل أن ينسى العالم ماذا فعلت عبر التاريخ، وحجم المجازر التي ارتكبتها، والدمار الذي خلفته، والأيتام الذين تسببت لهم بجروح لا تنسى، تريد فقط ان يتذكر العالم والولايات المتحدة ان 5 إسرائيليين ذهبوا مؤخرا جراء عملية فدائية في القدس، وان يبكي العالم أولئك الذين ماتوا، ويتناسى ماذا تفعل آلة قمعها كل يوم، وتدنيسها المتواصل لأحد أقدس مقدسات المسلمين المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي وغيرهما.
جن جنون الإعلام الصهيوني الذي لا يرى إلا ما يخدم هدفه، من قيام مجلس النواب الأردني بطلب من النائب خليل عطية بقراءة الفاتحة على روح الشهيدين (أبو جمل)، وفتحوا نعيق أفواههم نقدا وتجريحا لعطية ولمجلسنا النيابي، ودخل الصهيوني القابع في رابيتنا العمانية على خط النقد موجها نقده لنوابنا، واعتبرهم يقولون ما لا يفعلون، ويهتمون بالأمور الشكلية.
ترى هل يعتقد أولئك القتلة أن لهم وحدهم حق القتل كيفما اتفق، وحق تدنيس دور العبادة كيفما يشاؤون، ويعتقدون أن الآخرين يتوجب عليهم أن لا يبدوا أي ردة فعل أو موقف؟!
طبعا جاءت تصريحات سفير اسرائيل في عمان لتضع نجمة شرف من الدرجة العليا على صدر كل عضو من أعضاء مجلس النواب، ونجمة في ميزان الشرف للنائب خليل عطية الذي ما يزال يتعرض لتحريض فاشستي من قبل الإعلام الصهيوني.
"الغد"