عراقي يعيش في السويد منذ سنوات، ولده كان من أوائل المتفوقين دراسيا وقررت إدارة المدرسة تنظيم رحله إلى البرازيل مدفوعة الثمن من المدرسة للمتفوقين، لذلك طلبت أدارة المدرسة منه جواز سفر أبنه لاستخراج تأشيرة دخول، بعد عدة أيام تحدثت مديرة المدرسة معه وطلبت مقابلته لامر هام وكانت حزينة وهي تخبره أن السفارة رفضت أعطاء أبنه فيزا بسبب جواز سفره العراقي، ولكنها توسلت أليه بأن لايخبر أبنه بما حدث كي لا ينصدم وتتعقد طفولته وقامت برجاءه بان يعطيها فرصة أخيرة لحل الاشكالية وتجنب صدمة الطفل.

غادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك مستغربا ردة فعل المديرة ، وحين وصل المنزل أخبر أبنه مباشرة بما حدث ودون تردد ، بعد عدة أسابيع أتصلت المديرة وطلبت مقابلته مرة أخرى وحين حضر للمقابلة قابلته بأبتسامة عريضة ثم أعطته جواز سفر سويدي لأبنه ، أنبهر الرجل من الصدمة وكاد ان يسقط على الارض فقالت له المديرة : تمالك أعصابك لقد قمت بمخاطبة رئيس الوزراء السويدي ووافق على منحه جواز السفر السويدي حتى نجنب أبنك الصدمة النفسية التي قد تنعكس على شخصيته عندما يكبر !!
اللهم اجعل وجودي في الوطن العربي شفيعا لي يوم القيامة..
وادخلني به الجنة دون حساب .

أنقل لكم هذه القصة بتصرف ، لندرك كم كانت طفولتنا قاسية ، أنا مثل هذا الطفل في المرحلة الابتدائية كنت متفوقا وحين قررت أدارة المدرسة تنظيم رحلة لنا في ذلك الوقت الى سد وادي شعيب ، ذهبت لأخبر أمي التي كانت تجلس مع مجموعة من الجارات فقالت لها أحداهن : ديري بالك توديه ، الاسبوع الماضي عائلة بأكملها غرقت في السد وقالوا على نشرة الاخبار أن عملية أنتشال الجثث أستمرت 48 ساعة ، ثم أبدت جارة أخرى مداخلة قالت فيها : أن قريب لها يعمل في سلطة وادي الاردن أكد لهم أنهم شاهدوا (ضبعا) قبل عدة أيام بالقرب من سد وادي شعيب، ثم قالت أخرى: ان زوجها المتقاعد أكد لهم أن المنطقة المحيطة بالسد مازالت مزروعة بالالغام منذ حرب الكرامة، اما أخرى فقالت ان قريبها الذي يعمل في وزارة الصحة (قسم مكافحة البعوض) أكد لهم أن هناك (بعوضة) منتشرة الان في الاغوار اذا لدغت صغار السن خصوصا فانها تتسبب بموتهم بعد ست ساعات فقط من لدغتها..

الحمد لله منذ ذلك الوقت ونفسيتي عال العال، في الجنازات العائلية انا اول من يقفز لسيارة نقل الموتى، وفي المناسبات العائلية انا اول من (يزقط) الجدي للذبح، وفي الهوشات العائلية انا اول من يتلقى (البوكس) الاول !!

لذلك حين باعوا الاراضي (لم أنصدم)، وحين باعوا الفوسفات (لم أنصدم)، وحين باعوا المطار (لم أنصدم)..
حتى بالامس حين أعلن وزير المالية بكل وضوح أن مديونيتنا قاربت الـ 21 مليار دينار.. صدقوني وهو يتحدث لم أشته سوى أكل (الكريزة)!!

على ايش بدها تتحطم نفسيتنا ؟! اذا واحنا اولاد كانوا يقولون: نام لا يجي يوكلك (البعبع).. ولما كبرنا أكلنا (البعبع) مع غاز ومقبلات ؟!!
(العرب اليوم)