لا أدري ما الذي يضحكني كلما شاهدت عرضاً لمسابقة ملكات الجمال، وخصوصاً العرض النهائي، وأرجو ألا تظنوا أني أضحك من حَر ما بَي، بل أقهقه كمن يشاهد مسرحية كوميدية، وأذكر في إحدى المرات أن جدتي عندما أنهت صلاة الوتر واستهلت بالتسبيح أدارت نظرها نحو التلفاز؛ حيث المتسابقات يرحن ذهاباً وإياباً بقاماتهن الباسقة وتمتمت باستغراب يا خيتي! ثم أشاحت وجهها الطيب وتابعت استغفارها وأطالت أكثر من كل ليلة حتى ظننت أنها استغفرت عنهن جميعاً!
ما يقتلني هو الفقرة الأخيرة من كل مسابقة، حيث تصطف المتسابقات على المسرح في انتظار حظهن مع أسئلة لجنة التحكيم، التي تضم عادة ملكة جمال متقاعدة، مصمم أزياء، طبيب جراحة تجميلية من أصحاب السوابق في ضرب السيليكون وحقن البوتكس، بالإضافة لمطرب كاسد يتبجح بإصداره الذي كسر الدنيا... وطبعاً لا يكتمل كورس التحكيم إلا بخبيرة كاريزما وعادة ما تكون أكثرهم شراسة وضراوة وبلهجتي مدوثنة وملعونة والدين ولا يهدأ لها بوتكس إلا إذا أحرجت إحدى المتسابقات!
تبتلع المتسابقة خوفها من مواجهة اللجنة الغانمة وتخفيه بابتسامة ساذجة وهي تنظر للجمهور الذي يضم أمها وأخواتها وعشراً من خالاتها...
بالإضافة إلى نخبة من سيدات المجتمع المتصددات، وثلة من أولاد الحلال الذين لا يفوتون الأجر العظيم في هذه الليلة!
هيفاء وهبي قبل أن تدخل عالم عروض الأزياء ثم الغناء، كانت إحدى الفائزات في مسابقات الجمال في إحدى مناطق لبنان، الغريب أن وكالات الأنباء العربية في فترة حرب لبنان بثت خبراً مفاده أن هيفاء وهبي استقلت طائرة خاصة وتوجهت فليل الى إحدى العواصم العربية بعد اندلاع حرب لبنان مباشرة! وأتوقع أن هيفاء الجميلة اجتازت مسابقة التحكيم آنذاك بعد سؤال أحد المحكمين الأشاوس: هيفا ع فرض فزتي باللقب وكنتِ الملكة... شو راح تقدمي لبلدك لبنان؟... تضحك هيفا ضحكتها الرصينة وتجيب: أنا هيفا.. الجمال والسلام والمحبة رسالة والتوفيئ من الله.....
ما نراه بعيداً عن مجتمعنا أظنه بات قريباً وأظن أن إحدى المجلات المحلية التي تصور لنا أماسينا حيث سنت عرفاً سنوياً لاختيار ملكة جمال، وها هي تغدق الإعلانات علينا: يا ترى من ستكون .... للعام 2008؟ الغريب أن هذه المجلات تندس بين مطبوعاتنا وببرنامج وخطة مدروسة وها هي فتياتنا يترامين بطريقة استعراضية على الأغلفة و صور الإعلانات..
سلمى أظن ان ماء وجهها سيطيح عندما تتصفح صور تلك المجلات وتتابع الصور كالتالي: نورما في لفيف من الأصدقاء.. نورما تقطع الكعكة.. نورما وجانتي في رقصة.. نورما تفتح الهدايا.. من اليمين: شوزي وجابي وميريل ونورما.
اذهب بخيالي حينها هل من الممكن أن يكون الحال في أماسينا ويكون التعليق على الصور كالتالي: نايفه في لفيف من العيال.. نايفه تقلب مقلوبة لأبو العيال.. أبوالعيال يُعدل شماغه بنوماس واضح.. من اليمين سند عطا وصالح وافتخار وأم العيال.. صالح يتوطى في بطن افتخار.. من اليمين نايفه أم العيال تبدأ في التسبيح... من الآخر أبو العيال لا تعليق.. أم العيال ترخي عصابتها وتتدمل..
hindcolors@yahoo.com
عن الراي.