الخروج عن نص المنهاج المدرسي ظاهرة سليمة أم لا؟؟؟
عريب الخطيب
25-11-2014 06:27 PM
تُعرفْ المناهج الدراسية أنها سياق للمواد العلمية أو التربوية التي تُلَقنْ للمتعلمين خلال فترة الدراسة وذلك لجعل عملية التعلم منسقة ومرتبة وغير مبعثرة...وتُعَرفْ أيضا بأنها عبارة عن سلسلة من الخبرات المخططة داخل المدرسة وخارجها وتُبْنى على أسس نفسية,معرفية,إجتماعية,سياسية وتهدف الى تنمية المتعلم من الناحية الوجدانية والمعرفيه والمهاريه.
وعادة يتم وضع المناهج الدراسية من قبل الأجهزة الإدارية المكلفة بالإشراف على التعليم والتي ترتبط مباشرة بوزارة التربية والتعليم ضمن معايير عامة تنطلق من خبرات ووجهات نظر تربوية لمختصين في وضع المناهج لتتماشى مع طبيعة العصر من حيث الخبرة وتكامل المعرفة وربط التعليم بالحياة لتحقيق النضج في التعلم.
وكذلك يعمل الخبراء على أن تخدم المناهج الصف الذي تؤلف له بحيث يتم تزويد الطلبة بالمعلومات والمفاهيم الاساسية والاتجاهات والقيم والعادات والمهارات المتصلة بطبيعة المادة اللازمة لهم في حياتهم,وأن تكون المعلومات المتضمنة بها وثيقة الصلة بالحياة ومفسرة لظواهرها وذلك بإحتواءها على رسومات وأشكال بيانية وصور وجداول منظمة ومعروضه وفق أحدث نظريات التعلم لتعزيز الدوافع لدى الطلبة في التعلم.
ولكي تكون المناهج الدراسية ناجحة وتحقق أهداف تعليمية قوية تنتج عنها مخرجات تواجه تحديات العصر والحياة يجب أن تتناول أحدث التطورات وأن تشتمل على المعلومات والحقائق الأساسية التي ينبغي للطلبة الإلمام بها على مستوى الصف الذي يتواجدون فيه بحيث يتم توضيح الهدف والقصد من وراء تعلم غالبية أجزاء المنهج الدراسي بحيث يتناسب مع قدراتهم ومستوياتهم.
فنجاح مناهجنا المدرسية يرتبط أساساً بالخبرات التربوية المتكاملة والمخططة من قبل المؤسسة التعليمية بحيث تضمن إكساب المتعلمين المعلومات والمهارات والإتجاهات المرغوبة والتي تهدف الى إحداث النمو الشامل والمتكامل للمتعلم ,والذي يؤدي الى تعديل سلوكه وبالتالي تفاعله بنجاح مع بيئته ومجتمعه,وعلينا أن لا ننسى أن المجتمعات تتجدد وتتغير وهذا ينعكس بدوره على المناهج التعليمية التي ينبغي أن تتوائم مع هذا التغيير وفق تطلعات وتوجهات المجتمع الجديد.
ولكننا وللأسف نجد أن بعض المعلمين يخرجون عن نص المنهاج في مدارسنا وأثناء الحصه الصفيه لأسباب عديدة منها إرتباط بعض قضايا المنهاج بما يدور في مجتمعاتنا من متغيرات وأحداث ,وكون بعض هذه المناهج تتناول هذه المتغيرات سواء محليا أو عالمياً مما يضطر بعض المعلمين من الاسترسال في الاحداث وبالتالي الخروج عن النص أو الهدف الرئيسي من الحصة وينتج عنه ضياع الوقت مما يسبب الإرباك والقلق والتوتر عند الطلبة خاصة إن كانوا في مرحلة الثانوية العامة وخاصة من سيتقدمون لإمتحان الثانوية العامة.
وقد يعتبر البعض أن الخروج عن النص ظاهرة سليمة إن كانت تصب في مصلحة الطلبة وذلك لتنمية التفكير عندهم وإعدادهم معرفياً على أسس من التفكير التحليلي وترسيخ بعض القيم في أذهانهم ونفوسهم,,ويرى بعض المعلمين أن الخروج عن النص يفيد في إبعادهم عن دور الملقن الى المساهم في إعداد نتاجات التعلم للطالب ليكون ممارساً للتفكير الناقد من خلال تنمية قدراته ومهاراته في التفكير والتحليل المنطقي وتوظيف مصادر المعرفه المتاحه في عمليتي التعلم والتعليم خاصة في هذا العصر الذي يتميز بالإنفجار المعرفي والتكنولوجي الذي يمد الطلبة بمختلف المعارف والمهارات وأساليب التفكير اللازمة للحياة في عصر يُشْهَدْ له بسرعته في التغير.
ومن جانب آخر نجد آراء أخرى لبعض المعلمين حيث يرون أن الخروج عن النص قد يفيد في مرحلة غير الثانوية العامة لما له من فائدة بتزويد الطلبة بمعارف ومهارات إضافية ترتبط بالمنهاج ,ولكن إن كان الحال في صف طلابه سيتقدمون لامتحان الثانوية العامة فإن هذا الأمر يعتبر بمثابة إضاعة لوقت الطلبة والذي بالأصل قد يكون غير كاف لإنهاء المنهاج المقرر للأمتحان عدا عن أنهم يضطرون لأعطاء حصص إضافية خلال الدوام أو أثناء العطل لأتمام المنهاج على أكمل وجه حتى يتوجه الطلبة الى قاعات الامتحان بكل ثقة لألمامهم بكل المادة المقررة .
وهنا بالطبع,يأتي دور الرقابة المدرسية من قبل الإدارة والمشرفين على متابعة اولئك المعلمين الذين يخرجون عن النص بهدف إضاعة الوقت ومحاسبتهم على إعتبار أن وقت الحصة مُلك للطالب ومن حقه الاستفادة مما هو مقرر في المنهاج سواء في المرحلة الثانوية أو الاساسية ,وللأسف مدارسنا لا تخلو ولو بنسبة بسيطة من هؤلاء....