تركيا لن تنضم إلى التحالف الدولي ضد داعش أو تتعاون معه إلا إذا وافق التحالف على ضرب النظام السوري وإسقاطه. على العكس من ذلك فإن تركيا كانت وما زالت تساعد تنظيم داعش بشكل مكشوف وتوفر له النافذة التي يتصل من خلالها بالعالم ، لاستيراد المقاتلين والأسلحة والأموال.
إلى جانب ذلك يطالب الرئيس التركي بشريط عازل في الأراضي السورية يكون تحت سيطرة تركيا ، ويمثل خطوة باتجاه امتداد تركيا باتجاه الأراضي السورية بما فيها حلب وفق الحلم العثماني الذي يداعب خيال أردوغان.
بالمناسبة فقد بنى أردوغان لنفسه قصراً وصفته الصحف بأنه يليق بسلطان عثماني ، هذا القصر كلف 600 مليون دولار في بلد فيه ثلاثة ملايين عاطل عن العمل.
بدأ مشروع القصر الفخم كمقر لرئيس الوزراء ، أي رجب طيب أردوغان ، الذي أشغل المنصب لمدة أحد عشر عامأً. أما وقد أصبح أردوغان رئيساً للجمهورية ، فقد قرر تحويل القصر إلى مقر للسطان ، تماماً كما نقل كل صلاحياته المطلقة كرئيس وزراء إلى رئاسة الجمهورية ، فالسلطة له شخصياً وتنتقل معه حيثما ذهب.
قصر السلطان أردوغان بمنتهى الفخامة فهو يعادل أربعة أضعاف حجم قصر فرسايل الفرنسي ، وهو يشتمل على الف غرفة (قاعة) ، جدرانها مزينة بالحرير.
بالمناسبة أيضاً نذكر أن تسجيل المكالمات الهاتفية التي تدين بالفساد شلة أردوغان بما فيها ابنه ثبت أنها صحيحة ، ومع ذلك فقد أمر السلطان بالإفراج عن جميع الموقوفين قيد التحقيق في قضية الفساد الكبرى ، كما قرر عزل عشرات الضباط والمسؤولين الذين حققوا مع شلة الفساد نفسها ، واتهم بعض الجهات التي قامت بتسجيل المكالمات الهاتفية التي تثبت تورطه في القضية بالتجسس على الدولة وإفشاء أسرارها!.
تركيا ابتلعت لواء الاسكندرون السوري كرشوة قدمتها فرنسا ، وعينها على الموصل في العراق وحلب في سوريا ، وكل هذا مجرد بداية لفتح الشهية لاستعادة السلطنة العثمانية التي حكمت العالم العربي لمدة 400 عام من التخلف.
تركيا ما زالت تبحث عن هويتها ، فهي من جهة تقرع أبواب الاتحاد الأوروبي لتصبح دولة أوروبية ، وهي في الوقت ذاته تطرح نفسها كزعيمة للإسلام السني. وإذا لم يكن هذا كافياً فإن تركيا ترتبط بإسرائيل بعلاقات استراتيجية.
(الرأي)