الاب حداد يدعو في مؤتمر دولي لوضع مشروع عربي لمواجهة التطرف
23-11-2014 07:00 PM
عمون -شارك مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد في اللقاء الدولي الذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والحضارات اخيرا في العاصمة النمساوية فيينا تحت عنوان "متحدون ضد العنف باسم الدين /دعم التنوع الديني والثقافي في العراق وسوريا".
ودعا الى البحث عن الوسائل والأدوات لمواجهة هذا العنف الذي يرتكب باسم الدين، ووضع مشروع عربي تربوي وحضاري في المنطقة، خاصةً ما يخص تعزيز المواطنة وثقافة الحوار لمواجهة التطرف ونشر المصالحة والتعايش السلمي، الأمر الذي يستدعي وضع خطط ومناهج للتربية الرسمية منها وغير الرسمية على قائمة الأولويات للمؤسسات التربوية والتوعوية والدينية.
وقال الاب حداد لـ(بترا) اليوم انه عرض في المؤتمر الذي استمر يومين بحضور مرجعيات وشخصيات دينية ناشطة عربية ودولية صورة التعايش الديني الذي أصبح ميزةً أردنية في ريادته لتعميق الحوار وتثبيت أسس المواطنة ونهج الاعتدال ورفض العنف وخصوصاً الذي يرتكب باسم الدين.
وثمن الدور الاردني الريادي الذي تقوم به المملكة في محاربة الارهاب والعنف مهما كان مصدره والذي برز واضحاً من خلال المبادرات الهاشمية : رسالة عمان وكلمة سواء.
وعرض الأب حداد ما قام به الأردن من دور رائد في إبراز أهمية الحفاظ على الحضور المسيحي العربي مشيراً إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان اول من تنبه لهذا عندما رعى جلالته أول لقاء مسيحي عالمي احتضنته عمان في مؤتمر "التحديات التي تواجه المسيحيين العرب".
وخلال مناقشة محور المواطنة والتربية الدينية في اللقاء أكد الأب حداد ان مركز التعايش تنبه إلى أهمية التركيز على الدولة المدنية وتعزيز المواطنة ونشر ثقافة الاحترام بين مكونات المجتمع كافة التي تعزز التماسك الاجتماعي وتعتمد الحوار لإدامة السلم المجتمعي.
وأضاف ان الأردن ظل صوت العقل والاعتدال وواحة الأمان في المنطقة، مشيراً إلى أن الأردن احتضن خلال الشهور الماضية آلاف المهجرين العراقيين ليشكل ملجأً وملاذاً للباحثين عن الأمان فكان احتضان المهجرين المسيحيين من العراق حالة أردنية انسانية تنطلق من توجيهات جلالة الملك وهو موقف إنساني يمثل قدوة للجميع.
وفي لقاء مع التلفزيون الوطني النمساوي اكد الأب حداد انه جاء يحمل إلى فيينا صوتاً مسيحياً عربياً أردنياً من أرض المعمودية وتجربة مجتمع الاعتدال والوئام بين مسلميه ومسيحيه يرفض منطق الاغلبية والأقلية ينهج خطاً يعتبر الانسان "أغلى ما نملك" لما له من كرامة انسانية أمرت بها السماء.
وطالب الأب حداد المجتمع الدولي بدعم الأردن يتجاوز تحمل أعباء استضافة اللاجئين من العراق وسوريا فالأردن يستحق دعم المجتمع الدولي ووقوفه معه مكافأة له على مواقفه الانسانية، إذ يشكل دولة محورية في المنطقة كانت السباقة في رفض اختطاف الدين واستغلاله في الصراعات السياسية وها هو يتصدى مع المجتمع الدولي لمواجهة الجماعات المتطرفة التي تسعى السيطرة على اجزاء من سوريا والعراق، مضيفاً ان المملكة تمثل واحة للأمن والطمأنينة ونموذجا معاشا يستدعي من أصدقائه الوقوف إلى جانبه.
وقال ان التقى في فيينا مدير دائرة العلاقات الخارجية في الكنيسة الكاثوليكية حيث قدم شرحاً عن أوضاع المسيحيين في المنطقة وجهود الهيئات والمؤسسات الكنسية والخيرية المحلية في استضافة المسيحيين الذين شردوا من الموصل وسهل نينوى، ووجه الدعوة للمسؤولين فيها لزيارة الأردن الذي يعد مقصداً للحج المسيحي يستقبل الوفود الدينية ويستضيف الحجاج إلى أرضه المقدسة التي تحمل تاريخ ولادة المسيحية.(بترا)