عقدة الوظيفة وثقافة العيب !
مثقال عيسى مقطش
23-11-2014 05:51 PM
سؤال تبادر الى الذهن هو : ماذا عملنا لتعزيز ثقافة العمل الحر .. فهل نعكس تفهمنا الى واقع عملي من خلال التخلص تدريجيا لكن بتسارع من عقدة الوظيفة وثقافة العيب ؟
عبارة استقيها من رسائل اخوان الصفا في القرن الثالث الهجري " قطعة الحديد بدرهم .. فاذا صنعتها استرلابا صارت بمائة دينار ( اي الاف اضعافها ) .
فهل التجار والصناع ايام زمان ادركوا قيمة العمل الحر، والصناعة والتصنيع ، ونحن لا نزال نراوح مكاننا نبحث عن وظيفة براتب شهري او يومي ؟ واين الطمأنينة الاقتصادية في مجتمع يتحدث دوما عن معدلات بطالة ولا ينظر الى معدلات العطالة ؟ واي مجتمع في الدنيا يأمن الفقر والبطالة بدون تنشيط لمفهوم القيمة المضافة ؟
ومتى وكيف سيكون لدينا ثقافة عمل حر ضمن اسس سليمة تقوم على دراسات الجدوى الاقتصادية والتحليل والتقييم واستخلاص النتائج المرتقبة قبل تحقيقها ؟ وهل تعزيزها وتفعيلها سيسهم بفعالية في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة ؟
تبقى التساؤلات مطروحة طالما هناك تباطؤ في مواجهة الحقائق . ويبقى الفقر قائما طالما نعيش عقدة الوظيفة ، وثقافة العيب ، والتخبط في عدم التعرف على احتياجاتنا ويقابلها قدراتنا ، وكيفية الاعتماد على ذاتنا ؟
واقع الحال اننا بلد صغير المساحة ، ضعيف الموارد ، نبحث عن شعارات رنانة مثل العولمة
والاقتصاد الحر والمنافسة المفتوحة . ونتحدث عن فقر مدقع في مجتمع نصفه شباب وقادر على الانتاج ، واكثر من 80% من ابنائه يحملون شهادة جامعية او دبلوم كلية مجتمع !
تحدث العتاولة حول العولمة ، ونادى جهابذة الاقتصاد بمفهوم الاسواق المفتوحة والاقتصاد الحر وتخلت الحكومة عن مبدأ التدخل ، وانطلقنا في اعطاء المنافسة ابعادها المترامية بافتراض اننا مجتمع تضبطه قوى السوق والعرض والطلب ، ويستند الى فحوى نظرية كينز الاقتصادية
التي تقوم على مبدأ ان الحلقات الاضعف تسقط من تلقاء نفسها بتاثير الجوانب الاقوى ، خلال فعاليات الدورة الاقتصادية !
وبعد كل هذه المنظومات الاقتصادية والاجتماعية ، الى ماذا وصلنا وماذا حققنا ، وهل استطعنا ان نوفر فرص عمل للباحثين عن الوظيفة ؟ ام استطعنا ان نشجع الابداع ، ونعزز ثقافة العمل الحر من خلال تفعيل قناعات الشباب بأهمية القيمة المضافة ، ام استطعنا ان نربط بين التخصصات العلمية وبين احتياجاتنا الفعلية ؟
وفوق كل ذلك .. هل استطعنا بعد كل هذه التجارب على مدار اكثر من اربعة عقود زمنية ان نطور في عقلية الطالب الجامعي ومناهج التعليم ، بما يوفر لدينا خريجين لديهم الرغبة والقدرة على اختراق السوق ، من خلال عمل حر ينمو مع مرور الوقت ؟ ام فقط تضاعفت لدينا ارقام واعداد حملة الشهادات ، وهم غير متمتعين بثقافة الاعتماد على الذات ، لا بل الاتكالية على الاهل والاقتراض من المعارف والاصدقاء ؟
وخلاصة القول حكمة يابانية معروفة هي : لا تعطي محتاج سمكة ليأكلها ، بل علمه كيف يصطادها !