استغاثة ربما تكون أخيرةحلمي الأسمر
03-04-2008 03:00 AM
تناول مشكلات الناس في هذه الزاوية فتح جروح البعض على نحو مأساوي ، فعلا هناك أغلبية صامتة تمور أعماقها بالغضب لكنها تؤثر الصمت ، كمن يعض على جرحه تمسكا بأهداب المبادىء ، وحبا لهذا الوطن، اقرأوا معي هذا المقطع العرضي ، الذي ينطق بلسان الآلاف من أبنائنا: أنا شاب من قرى محافظة اربد عمري 41 سنة ولم أستطع الزواج لغاية الآن لأن معظم راتبي المتواضع حوالي (300) دينار يذهب أجرة شقة صغيرة ومتواضعة بالإضافة الى مصاريف المعيشة والتنقلات وغلاء الأسعار في عمان ، وأنا من عائلة مستورة ليس اهلي من طبقة الأغنياء ، فوالدي قضى عمره في الخدمة العسكرية ومتقاعد ، وانا شاب عصامي بنيت وعلمت نفسي بنفسي من راتبي ، حيث اعيش حياة الكفاف من اجل تغطية مصاريفي ، لدي سيارة موديل 1983 وزملائي وأصدقائي دائما يسخرون منها ويتبادلون النكات لأن الله أنعم عليهم بالغنى بواسطة والديهم الأغنياء وحسن حظهم الذي اوجدهم من سكان عمان حيث استفادوا من ارتفاع اسعار الأراضي ، ويملكون السيارات الفارهة والشقق وغيرها وأنت تعلم ذلك في عمان .انا لست بصدد الحديث عن نفسي في هذا الطرح ولكن كنموذج للكثيرين من الشباب المبدع والكفؤ الذي تعرض للظلم ، وهناك الكثيرون من أصدقائنا الأقل كفاءة وعلما منا ووصلوا الى مناصب عليا وهم في سن الثلاثينيات او بداية الأربعينيات وانت تعرف ذلك . لأنهم يملكون الواسطة والفلوس التي يستطيعون استثمارها في هذا المجال للوصول الى السلطة العليا .ويقول صاحبنا: سأعطيك مثالا على ذلك ، انا عملت في السابق مدير مكتب مدير عام احدى المؤسسات الحكومية لمدة سبع سنوات ولأني كنت مخلصا ونزيها وشريفا تعرضت للكثير من الإغراءات المالية والرشاوى ولم اقبل وكافحت الفساد المستشري ولدي الأدلة والشهود على ذلك وقد تم نقلي الى رئيس قسم الحركة في المؤسسة ونشرت في الصحف حينها ، ولم يتحرك اي مسؤول للسؤال عن هذا الإجراء لأني من طبقة الفقراء ، فاضطررت الى النقل الى وزارة أخرى ، وأنا احمل شهادتي ماجستير قانون دولي وآخر في حقوق الانسان ، وأدرس حاليا دكتوراه، سرد صاحب القصة هذه التفاصيل ، ليس من أجله كما يقول ، ولكن من أجل الكثيرين من أمثاله. حتى لا يتسلل الإحباط اليهم ، ويضعف الانتماء الوطني ثم يتحولون الى متطرفين وحاقدين على الدولة التي نعشق . ونحن نعلم ان جلالة الملك لا يقبل بهذه التصرفات وبأي ظلم لأي أردني .صاحبنا يختم رسالته المؤثرة التي تطال في موضوعها آلاف الشباب الأردني المجد المجتهد ، بصرخة استغاثة أملا في أن تجد اذنا صاغية هنا أو هناك، صديقنا المختص بحقوق الإنسان يقول أيضا: للأسف لا يوجد من يدافع عن قضايانا نحن المبدعين والمخلصين والأكفياء في عملهم ، لأن طبيعة عملنا ومكانتنا الاجتماعية تتطلب الصمت على الظلم والحرمان والتهميش الذي نتعرض له فى عملنا ليس لأي سبب الا لأننا مبدعون ومتفانون في عملنا ، ولأننا لا نسعى الى الواسطة والمحسوبية ولا نقبل بها كوننا مثقفين ونحاربها لترسيخ مبدأ العدالة والمساواة بين كافة المواطنين ، لأن هذا نهجنا ومبدأ تربينا عليه وآمنا به . وعملنا ودراستنا في حقوق الانسان يحتم علينا الالتزام به ومحاولة ترسيخه، بالمناسبة من يقرأ سيرة صاحبنا الذاتية ، يفهم أي صدمة ومرارة يعيش ، هو وأمثاله من شبابنا الطيبين الملتزمين بالأخلاق المهني. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة