مدح وانتقاد، تمجيد وتشهير، توضيح وتضليل، تأكيد وتكذيب، صحيح وخاطئ، مواضيع اقتصادية وثقافية، اجتماعية ودينية، تعليمية وتقنية وبين مواطن ومسؤول، حكومي وبرلماني وفي خضم مفردات الكلمات ومعاجم اللغات وجد البعض ضالته في الحصول على مغانم شخصية كما وجد البعض الآخر مبتغاه في هدم انجازات الوطن عبر مزايدات فضفاضه فتقدم الصفوف بوطنيات مارقة تارة وقدم الادلة والأمثلة على صحة اجتهادات دينية تارة أخرى !!
لقد بات موضوع المزايدات جزءاً من منظومة الحديث اليومي في الكثير من المواقع وفي العديد من المناسبات ، وبات التضخيم والتهويل ، الانتقاص والتهميش لقضية وطنية أو اقتصادية أو حتى دينية سمة بارزة للعديد من الأفراد فالمزايدة أصبحت الوسيلة للوصول لأهداف شخصية ضيقة وبين ما هو موجود ومستبعد ، حقيقي وانفعالي تفوح في الأفق المزايدات الوطنية فالمطلب شخصي والجسر وطني والغاية الوصول لموقع المسئولية والضحية الوطن والمواطن !!
لقد كان الوطن ولا زال ميداناً للعمل الجاد المخلص ، أما ادخال الوطن والمواطن بزوبعة من الحيرة والاندهاش عبر تجاذبات شخصية بطابع وطني أو ديني ومن خلال مهاترات ومزايدات لمواطن على حساب مواطن ، وقد بدى واضحاً للعيان أن الكثير من الوطنيات كانت تهدف الى النيل من بعض القيم الوطنية وتفريغ الوطن من بعض رجالاته عبر أسلوب مقنن يبحث في كل سلبي ، إن غياب بعض الشخصيات المؤثرة بشكل كامل عن الساحة أو بالأحرى تهميشها لوجود بعض الخلافات هنا وهناك مع بعض المسؤولين على الرغم من مردودهم الايجابي اصبح غير مقبول فالمواطن لن يغفر للمزايدين تهميشهم لشخصيات أردنية هنا أو هناك أو تغيرهم لحقائق وطنية ثابتة فالمواطن يبحث في النهاية عن المردود الذي يجعله على قناعة بما يدور من حوله من أحداث.
ان سياسة الاساءة والتجريج والتكفير والتخريب باتت أكثر خطراً من أي وقت سابق في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة ، ساهم في ذلك انتشار المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ، وبات ميدان المزايدة عبر هدم انجازات البعض وعبر تفريغ الوطن من مصداقيته خطراً لا بد للوطن والمواطن الوقوف عنده ورده على أصحابه ليدرك الجميع أن الوطن ليس للمزايدات وان باب العمل الصادق المخلص كان ولا زال هو الفيصل في تقديم مواطن على حساب آخر.
ختاماً وبدون مزايدات ، هذا الوطن بناه الأجداد عبر عشرات السنين ومن خلال العمل الجاد المخلص المرتكز على الحكمة والموعظة والتقوى، لم يكن للاشاعات والمهاترات واغتيال الشخصيات مساحات لدى أصحاب العقول الراقية التي تدرك أن الوطن أجل وأسمى من مزايدات ظاهرها وطني أو ديني ولكن جوهرها شخصي انفعالي.