قد تكون مصالحات الخليج مدخلاً لتماسك عربي بوقف الانحدار والتردي، ويعيد العرب الى جامعتهم، ودفاعهم المشترك، وسوقهم العربي المشتركة، ومجلس وحدتهم الاقتصادية، فقد نسينا ان لنا أمة، وانها قادرة على النهوض، وقادرة على اخذ ولو مكان صغير تحت الشمس رغم مساحاتها الهائلة!!.
قطر لم تكن ابداً المشكلة، هي ظاهرة من الظواهر في العلاقات العربية، لكن المشكل هو أننا اضعنا البوصلة.. في سيرنا، وفقدنا البصر والبصيرة، واستعرنا بدل اقدامنا سيارات اميركية وفرنسية وانجليزية وايرانية وروسية.
هل يستطيع المال العربي اقالة عثرات الضعفاء الذين يدارون ضعفهم بحروب داخلية، واحقاد، ودم وتمزّق؟
نسمع ان في سوريا اكثر من مئة جيش ومنظمة منها طبعاً داعش والنصرة.. ومنها جيش الاسلام وجماعات لها أسماء مختلفة وقيادات مختلفة: ترى من هو ممول مئة جيش ومنظمة؟!.
ومن هو الموجه او الموجهون. وكيف يمكن ان تنتهي الحرب السورية اذا كان المتحاربون غير قادرين على الحسم، او على الجلوس الى مائدة حوار سياسي؟!.
في العراق ينتظر الممسكون بالزمام في الحكومة اتفاق اميركا وايران ليصلوا الى الدولة، وينتظرون انهاء وجود داعش من الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى.. لكن هناك طرفا أساسيا في التكوين العراقي هم السُنّة الذين يرفضون تحالف الشيعة وايران، ولا يجدون في داعش عدواً، رغم انه يقتلهم، والتركي يريد مناطق مفرغة ليكون طرفاً في التحالف، وهذه مناطق لا أسد فيها ولا دولة فكيف يكون ذلك؟ اين الأكراد الذين يقاتلون داعش على حدود تركيا؟ وأين الجيش الحر الذي يجد نفسه ضحية النصرة واحلاف تركيا من الإخوان المسلمين؟.
العراقيون الآن من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان يزورون الرياض، فما هي مهماتهم؟! وماذا تريد الرياض منهم؟! ورئيس وزراء تركيا يزور بغداد فماذا يريد؟!.
مصر وهي كما يقول كل عربي هي القائد للمسيرة القومية لكنها الآن تخوض معركة مفجعة: دولة او لا دولة!.
فالإرهاب لم يعد انتحارياً او سيارة مفخخة، وانما هو جيش يذكرنا بداعش حين انتقلت من العصابة الى الخلافة، وليبيا الى جانب مصر، والبوليساريو مستعدة كما يبدو الى فتح جروح النزاع الجزائري- المغربي.
فالأرهاب يحيط بمصر، ويحيطنا هنا في الاردن، ويتسلل الى فلسطين بما هو أخطر من صراع فتح وحماس على سلطة تحت الاحتلال!! واليمن يمكن ان تكون خنجراً في خاصرة السعودية.. وهناك اكثر من مليوني يمني فيها.
..مظلمة أنّى تذهب، وكيفما استدرت، وبدل ان نحثو الرماد على رؤوسنا، نحاول الوقوف على أرجلنا.. ولنبدأ من مصالحة الخليج!.
(الرأي)