ضحكني السياسيون العرب، حيث أن أغلبهم لو اجتمعوا لأنجزوا أفضل مسلسل فكاهي في العالم كونهم شخصيات مسلية تمد الجمهور بالترفية ونسيان الواقع المرير بالقهقهات الإيقاعية، وأفضل أدوارهم على الإطلاق لو أجتمعوا حول طاولة يحاولون بذيل كلب أن يترك إعوجاجه ويكون مستقيما .

طوال أكثر من نصف قرن والسياسيون العرب يحاولون جبر ذيل الكلب الأمريكي وعلى محياهم أعلى درجات التفائل؛ متناسين أن هذا عكس مايقوله العلم والعقل مهما حاولوا وتفائلوا!!

عليكم أخوتي -مواطنو العالم العربي- أن لا تنكروا فضل ومعروف أخوتكم السياسيين العرب الذين حملوا على عواتقهم مصائركم ومستقبلكم وتدبروا خيرات أراضيكم المباركة ؛ولكنهم مثل الذي ينفخ في قربة مخرومة يريد منها أن تصبح أكبر حجما في مخالفة لنواميس الكون الآلهية ، كل ذلك بسبب ذيل الكلب والمحاولون في أن يجعلوه معتدلا؛ الذي جعل "ذيل الكلب" الأعوج يهزمنا ويسبي عقولنا وكأننا طيور وهذه الذيول الخبيثة كأنها خيال "مآتة" تفزعنا وتحرمنا أن نهنأ بخيرات مراعينا.

تفرق دمكم بين قبائل مثقفيكم وسياسييكم حتى استحال عليكم أن تعرفوا ذنبكم برقبة أي منهم ! خدعوكم وتغنيتم طويلا ( بلاد العرب أوطاني) والواقع عكس ماتتغنون به حتى داهمتكم الغربة في قعر أوطانكم .

أي وطن عروبي هذا ، هشم مثقفوه بصائر مواطنيه فأحتل سياسيوه ابصارهم حتى لم يعدوا يميزوا عّوَجَ ذيل الكلب بل رأوه سليما مستقيما بل إن بعضهم ليضرب باستقامته الأمثال والإمتثال!

أوجعكم وخز العار، ولم يهن عليكم هدر ماء الوجه، حاولتم أن تثبتوا أنه ليس ( حضيرة خنزير أطهر من أطهر أطهركم) ، لكن الوقت أزف، قال التاريخ كلمته ومضى، لايمكن عودة عجلات الأيام إلى الورى، جفت أقلام الحلم، وطويت صحف المجد، وضعت عروبتنا أوزارها، وليس بين ابنائها من رد عنها السبي أو التنكيل .

كلهم تسابقوا للقفز من قاربها الخشبي المتهالك وتركوها تذب عن عرضها بالدعوات، لم يكن عدونا ذيل الكلب فهو أعوج ولم يتعامل معنا بغير هذه الحقيقة، الذين شردوا الأمة العربية هم الذين طلبوا منا أن نرى ذيل الكلب بلا عوج، بل كانوا يقطعون لسان من يقول غير ذلك ،الحقيقة أنه كان هناك ذيلان كل منهما ( العن) من الأخر، ذيل الكلب الأميركي، وذيل العربي المتأمرك ! "الجزيرة"