المرأة العربية ( قوية ) في مجتمع ذكوري !!!!!!
أروى الجعبري
21-11-2014 12:51 AM
عبارة نسمعها دائما في المجتمع عندما يدور الحديث حول ضعف المرأة في المجتمع و هضم حقوقها ...فتتردد مباشرة العبارة التالية ( المرأة عنا مظلومة؟؟؟؟ كيف ؟ كل شي بيمشي متل ما بدها ) .....صحيح تماما ، المرأة الشرقية بشكل عام و العربية بشكل خاص تمتاز مقارنة بالغربيات ، بالقدرة الكبيرة على المداهنة و التلون و اتباع كل الأساليب المتاحة للحصول على ما تريد ممن حولها ، بدءا بالزوج و انتهاء بزملاء أو زميلات العمل و مدرائها مرورا بالعائلة و الجيران و غيرهم ، و هي في ذلك تمتاز بالجرأة و الذكاء و المكر إلى حد المجازفة و المغامرة لتحقيق ما تريد ، نعم ، هذا صحيح و لكن السؤال هو : لماذا ؟ لماذا تلجأ المرأة في بلادنا إلى كل هذا الاستنفار لقدراتها و إمكانياتها للحصول على ما تريده ؟ و ما المقصود بعبارة ( تفعل ما تريده ) ؟ ما هو هذا الذي تريده ؟ و عندما نقول ( قوية ) ما هي هذه القوة التي توصف بها و لماذا تلجأ لاستخدامها أصلا ؟
المرأة يا أعزائي (إلا من رحم ربي ) ، محرومة تماما من حقوقها الدينية و المدنية في مجتمعاتنا ، التي لا زالت حقوق المرأة فيها حبرا على ورق ، و هي بالتالي مضطرة إلى بذل كل ما هو ممكن و متاح لها دينيا و أخلاقيا ( و في حالات أخرى ما هو غير أخلاقي أيضا ) للحصول فقط على حقوقها ، التي كفلتها دول العالم الأخرى لنساءها بعد ثورات و حروب عدة حتى بلفت حدا فاق الاشباع فأصبحت المرأة عندهم غير مضطرة حتى للمطالبه بحقها الذي يأتيها رغما عنها و الذي يُحصٍله لها القضاء و القانون و الدساتير ، و حاليا منظمات حقوق المرأة و الإنسان !!!!
أنا لا أشكك أبدا في القيمة العالية و الإنسانية التي منحها ديننا الحنيف للمرأة في القرآن و السنة ، و أفتخر بما ورد من آيات و أحاديث تؤكد على النظرة الدينية المتساوية للطرفين إنسانيا مع مراعاة ما يتميز به كل طرف عن الآخر ، لكن المشكلة تكمن في تنفيذ هذه الشرائع و القوانين و تطبيقها على أرض الواقع !!
ما الفائدة من السماح للمرأة بحق الطلاق و الخلع في حال استحالة الحياة مع زوجها ما دام المجتمع ينظر إليها دائما على أنها الطرف المذنب و ينظر إليها نظرة دونية تتطلب منها الكثير و الكثير من الحيطة و الحذر في تصرفاتها إلى حد إجبارها دائما على العيش في كنف العائلة خوفا من كلام الناس حتى و إن كانت العائل المادي لهذه العائلة !!
أين حقوق المرأة المادية عند الانفصال في حال كانت الطرف المتضرر إذا كان القضاء يتيح تمديد و تأجيل و مماطلة هذه القضايا إلى أن تضطر صاحبة الشأن للتنازل أو التصالح بشكل أو بآخر للخلاص بدون أن تحصل على ما منحه إياه شرع الله تعالى من حقوق و كرامة و منزلة ؟؟؟؟؟
رحم الله أستاذنا شيخ المؤرخين عبد الكريم الغرايبة عندما قال لا حرية و لا حقوق للمرأة في وطني حتى لو كانت وزيرة طالما كان هناك شيء اسمه ( طلاق تعسفي ) معترف به قانونيا ، فتعود المرأة إلى منزلها لتجد ورقة طلاق من الزوج مقبولة قانونيا بدون أن يُطلب منه إبراز أي سبب لهذا الطلاق فتخرج من حياتها و بيتها و ذكرياتها بدون أي ذنب !!!!!
كل ما سبق تنجح في الخلاص منه المرأة ( القوية ) كما يقولون في مجتمعنا ، التي تنجح في كسب كل ما تستطيع من حقوق و مكاسب لتشعر بالأمان الذي لا طريق له برأيها إلا باستغلال قدراتها و ذكاءها و دهائها أمام مجتمع لا زال ينظر إليها بعين العصور الغابرة ..........في حين المرأة في الغرب تتصرف بكل وضوح و صراحة تصل أحيانا إلى حد الجلافة ( كما يرى بعض الذكور ) لأنها ببساطة غير مضطرة لأكثر من ذلك لتحصل على حقوقها التي بالغت بعض المجتمعات الغربية في منحها للمرأة على حساب الرجل في كثير من الأحيان ..........مما حولها في بعض الحالات إلى ظالمة و الرجل إلى مظلوم!!!!!!!
لا أريد لمجتمعي إمرأة مظلومة ولا رجلا مظلوما ..........لأن الظلم عدوى تنتشر من الآباء إلى الأبناء و يتحول المجتمع تدر يجيا إلى ظالمين و مظلومين و يسود التناحر و التحاسد و العداء بين الطرفين..........و هو ما نراه الآن بين أفراد مجتمعنا ........أريد مجتمعا عادلا يُنصف فيه الرجل و المرأة .......ليرى الأبناء العدل واقعا ملموسا أمامهم متمثلا في احترام القانون للأم و الأب و حصول كلا الطرفين على حقوقه .......