تباشير الكونفدرالية .. الروابدة يتحدث
اسعد العزوني
20-11-2014 03:18 PM
ما يجري على أرض الواقع من تباشير ناعمة مفرحة للبعض، في خضم حمائم اللهب التي تقذفها مستعمرة إسرائيل، يجعل المراقب الفطن يقرأ صفحات كتبت بحروف منتقاة لبناء الكلمات والجمل، دون نسيان الفواصل والنقاط وعلامات التعجب والإستفهام وكل ما له صلة بالتنقيط،لأن الحل الذي يرغبون به خططوا لإنجازه بالتنقيط، وإن كان التنقيط هنا يعني دم الشعب الفلسطيني الذي روى الأرض العربية برمتها،نضالا ومواجهة لمؤامرات نفذت حماية لمستعمرة إسرائيل،التي إمتد نفوذها السياسي والإقتصادي والأمني من حدود البحر المتوسط حتى حدود بحر قزوين في آسيا الوسطى.
ووالله لو أن لديها قوة بشرية لما تركت مزرعة عربية إلا واكتسحتها، بغض النظر عما قدمته لها من خدمات أدت إلى قتل الفلسطينيين ،وحشرهم في هلامية أطلقوا عليها إسم السلطة الفلسطينية، وها هي في طريقها للإنفلاش وصولا إلى الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية، تمهيدا لإقامة كونفدرالية الأراضي المقدسة، تلك الكونفدرالية الثلاثية التي تضم إضافة إلى الأردن وأشلاء اضفة الفلسطينية ومستعمرة إسرائيل التي ستكون هي السيد المطاع، ونحن بمجملنا خدم من الدرجة العاشرة لمستعمري إسرائيل.
كنا نحن المسكونين في هذا الهم - أن لنقل أن هذا الهم هو المسكون فينا - نستدرج المعلومات عن هذا المشروع من الدراسات الإسرائيلية، وعندما نعرضها نجد أنفسنا بين إما مصدق أو مكذب لما نقول، ومع ذلك واصلنا طرق الخزان، نرقب ذبذبات الصدى المزعج، ونتحمل أذاه.
اليوم ذهب صدى الخزان، وجاءنا الصوت لكن حييا هذه المرة، لتنجلي نغماته يوما بعد يوم، وبات الحديث عن الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية، يطرق الآذان ويزكم الأنوف، ليس لشيء إلا لأننا بتنا ندرك أن مستعمرة إسرائيل باقية في المنطقة، بعد أن خرجت من دائرة العداء المستتر، ولعبت بفضل حلفائها من العرب العاربة والمستعربة،وحماة الدين أو هكذا أوهموا شعوبهم، وأصبحت الصديق الصدوق لهم وحليفتهم، بل وإرتقت أكثر لتصبح المقاول المنفذ لمشاريعهم الرامية للقضاء على كل ما هو نظيف في هذا الإقليم، وستكون لاحقا هي الآمر الناهي.
بالأمس القريب ورد تصريح على إحدى الفضائيات الأردنية لمصدر فلسطيني مسؤول كبير جدا لم يذكر إسمه صرح لا فض فوه : إن الكونفدرالية الأردنية – الفسطينية، باتت جاهزة على الخرائط الدولية، وسوف يتم الإعلان عنها قريبا جدا.
هذا التصريح ولكونه منقولا عن مصدر فلسطيني، لم يكن مربط الفرس، وإنما أشّر بطريقة أو بأخرى إلى وجود فرس في المكان، وترك لغيره تحديد مكانها، بعد أن قيل أنها بيعت، رغم أن الحقيقة هي أنه تم تغيير مكانها فقط،كما يقول المثل الدارج.
من تولى الكشف عن مكان الفرس والترويج لها هو شخصية أردنية وازنة لها مواصفاتها الحادة بإمتياز، وهو رئيس مجلس الأعيان الحالي عبد الرؤوف الروابدة، ولا أنكر أن من قرر إماطة اللثام عن هذا المشروع، قد أحسن صنعا بتكليف الروابدة، لفك شيفرة الكونفدرالية، وأجزم أنه لو تم اختيار غيره لأستغرقنا وقتا وجهدا إضافيين لإنجاز المطلوب.
في محاضرة له بكلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية قال الروابدة بملء فيه وعلى رؤوس الأشهاد وهو بكامل قيافته السياسية والوطنية، أن الوحدة الأردنية –الفلسطينية، قدر ومصير، ولست مدعيا إن قلت أن العامة لم يتنبهوا لمثل هذا التصريح الذي ورد على لسان الروابدة كفرد مهما علا منصبه،لكنه في الحقيقة يمثل نهجا قديما دفعنا الكثير من أجله، وكنا نواجه بالرفض من أناس يمتلكون نفس طريقة تفكير الروابدة ما قبل فقع هذا التصريح.
بالأمس واصل الروابدة طرق الخزان هذه المرة، وفقع تصريحا ولا أقوى، وبحضور شهود عرب إخوة لنا من دولة الإمارات العربية المتحدة، من الدارسين في كلية الدفاع الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، في محاضرة حول الشخصية الوطنية، أكد فيه هذه المرة أن الهوية الوطنية الأردنية جامعة لا تقبل الإقصاء او التهميش،محددا وبكل الوضوح عند الحاجة للوضوح والشفافية أن الهوية الأردنية تشمل أحرار بلاد الشام الذين قصدوا الأردن بعد معركة ميسلون ومعهم بعض قيادات الثورة العربية، ومعهم أيضا - وهنا مربط الفرس الذي نجح الروابدة في التأشير عليه في وضح النهار – اللاجئون والنازحون الفلسطينيون، وأقليات أخرى مثل الشركس والشيشان والأكراد والترك والأرمن وآخرين، وأغلب الظن أنه أهمل النور والغجر المقيمين في الأردن معززين مكرمين ويتمتعون بكافة حقوقهم، وقال فيهم شاعر الأردن مصطفى وهبي التل" عرار"، كلاما جميلا.
بالأمس رأينا الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين عضوا مراقبا فيها وعلى الورق فقط، وهذا من عجائب السياسة، وها نحن نشهد اليوم حركة برلمانية اوروبية غير مسبوقة تصوت على الإعتراف بدولة فلسطين قرارا غير ملزم لكنه يعني الكثير، وكانت البداية من أم المصائب العربية لندن حيث صوت البرلمان الإنجليزي على ذلك بالإيجاب وتبعه الموقف السويدي، والتصويت الأ سباني والحبل على الجرار، وها الإتحاد الأوروبي يحذر إسرائيل بأنه سوف يفرض عليها عقوبات قاسية، تبدأ كخطوة أولى بسحب السفراء إن هي لم توافق على حل الدولتين، وكما هو معروف ومفهوم فإن أي إندماج أو إتحاد يتطلب كيانين متساويين في التسمية، وإن كانت تسمية دولة فلسطين على الورق فإن هذا الشرط يكفي لإقامة الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية.